شهدت العملة الرقمية الأكبر في العالم، البيتكوين (Bitcoin)، تراجعاً قوياً ومفاجئاً خلال تعاملات يوم الجمعة، في واحدة من أشد موجات الهبوط التي تضرب السوق منذ بداية العام. هذا التدهور أثار حالة من القلق والتساؤلات بين المستثمرين حول مصير الأصول ذات المخاطر العالية.
فبعد أن لامست قمتها التاريخية التي بلغت نحو 126 ألف دولار في أكتوبر الماضي، هوت قيمة البيتكوين بشكل دراماتيكي لتتداول عند مستوى أقل من 84 ألف دولار صباح اليوم.
ويُعزى هذا الهبوط العنيف إلى عاملين رئيسيين:
-
النفور من المخاطر: عزوف المستثمرين عن الاحتفاظ بالأصول ذات المخاطر العالية في ظل مناخ اقتصادي عالمي متزايد الحذر.
-
توقعات الفائدة الأمريكية: تضاؤل احتمالات لجوء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل، مما يقلل من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل العملات المشفرة.
تتجه الأنظار الآن إلى تحديد طبيعة ما يحدث. هل هذا الهبوط الحاد هو مجرد “تصحيح صحي” بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها العملة الشهر الماضي، أم أنه يمثل بداية “أزمة حقيقية” تهدد استقرار السوق؟
وعلى الرغم من أن تاريخ البيتكوين مليء بتقلبات عنيفة (حيث سبق أن فقدت أكثر من 70% من قيمتها في فترات سابقة قبل أن تعاود الصعود)، إلا أن الظاهرة الأبرز هذه المرة هي صمت “حيتان البيتكوين” (كبار المستثمرين). فقد لوحظ غياب عمليات الشراء الكبيرة التي اعتادوا على ضخها في السوق للاستفادة من انخفاض الأسعار، وهي إشارة غير مألوفة تزيد من حالة عدم اليقين.
تشير بعض التحليلات إلى أن ضغوط البيع القوية قد تستمر، مما قد يدفع سعر البيتكوين إلى ما دون مستوى 80 ألف دولار خلال ما تبقى من العام الجاري.
هذا التوقع يأتي مناقضاً تماماً للتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أن البيتكوين في طريقها لتجاوز مستوى 150 ألف دولار بحلول نهاية العام، مدعومة بالسياسات الأمريكية المتوقعة لدعم قطاع التشفير. الآن، يجد المستثمرون أنفسهم أمام واقع مختلف تماماً يفرض إعادة تقييم شاملة لآفاق السوق.

اترك تعليقا