شهدت السوق الرقمية يوم الثلاثاء موجة تراجع طالت غالبية العملات المشفرة الرئيسية، في ظل حالة ترقب وحذر بين المستثمرين مع استعدادهم لاستقبال مجموعة حاسمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، قد تحدد التوجه المستقبلي لسياسة البنك المركزي.
وبينما تصدرت البيتكوين المشهد بصعود متواضع بنسبة 0.5% ليصل سعرها إلى حوالي 86,255 دولاراً، حافظت على هيمنتها المعتادة مستحوذة على ما يقرب من 58.7% من إجمالي القيمة السوقية للقطاع. جاء هذا الأداء الفردي كاستثناء في بحر من الأرقام الحمراء.
فقد تراجعت الإيثيريوم، العملة الثانية عالمياً، بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتستقر عند 2,928 دولاراً تقريباً. بينما شهدت الريبل انخفاضاً أكثر وضوحاً بنسبة 0.8%، متداولة عند مستوى 1.875 دولار.
وبحسب البيانات الصادرة عن منصة “كوين ماركت كاب”، بلغت القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة 2.93 تريليون دولار، في حين سجل حجم التداول خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية حوالي 121.28 مليار دولار.
يتركز اهتمام المتعاملين حالياً على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، حيث من المقرر أن تصدر سلسلة من التقارير الاقتصادية الأمريكية المصيرية، أبرزها بيانات وظائف القطاع الخاص “ADP”، وتقارير الوظائف الرسمية لشهري أكتوبر ونوفمبر، بالإضافة إلى بيانات مبيعات التجزئة.
تُعد هذه المؤشرات بمثابة بوصلة تسترشد بها لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) لتحديد مسار أسعار الفائدة خلال العام المقبل 2025. فأي إشارات إلى قوة سوق العمل أو استمرار التضخم قد تؤخر توقعات خفض التكاليف الائتمانية، وهو ما يؤثر سلباً على الأصول عالية المخاطرة مثل العملات المشفرة. بينما قد تعطي البيانات الضعيفة دفعة للسوق في حال عززت احتمالات السياسة النقدية الأكثر مرونة.
وبالتالي، تتحول أنظار المستثمرين من مخططات الأسعار إلى الأخبار الاقتصادية، في انتظار ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة من مؤشرات قد تحدد الاتجاه القادم للقطاع الرقمي بأسره.
اترك تعليقا