تدخل عملة بيتكوين مرحلة حرجة بعد أن فقدت الزخم المؤسسي الذي قادها إلى القمم السابقة، حيث تواجه ضغوطًا بيعية هادئة لكنها مؤثرة، تهدد بإبقائها محاصرة في نطاق سعري ضيق.
كانت الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية هي قاطرة صعود بيتكوين الصاروخي أوائل 2025، حيث ضخت أكثر من 25 مليار دولار في الصناديق المتداولة، لترفع إجمالي أصولها إلى 169 مليار دولار. لكن هذا المحرك بدأ في التباطؤ بشكل ملحوظ الشهر الماضي، مع تسجيل تدفقات خارجة بقيمة 2.8 مليار دولار، مما حرم السوق من السيولة الداعمة.
تُظهر بيانات “سيتي جروب” تحولاً لافتاً في بنية حائزي العملة: عدد “الحيتان” (المحافظ التي تمتلك أكثر من ألف وحدة) في تراجع مطرد، بينما تزايدت أعداد المحافظ الصغيرة (التي تملك أقل من وحدة كاملة).
هذا التحول يشير إلى أن الثقل الاستثماري ينتقل من المستثمرين المؤسسيين طويلي الأجل إلى المضاربين الأفراد، مما يزيد من تقلب السوق ويحد من مكاسبها المحتملة.
يحذر ماركوس ثيلين من “10إكس ريسيرش” من أن أداء بيتكوين المخيب هذا العام – بمكاسب لا تتجاوز 10% فقط – بدأ يُفقد المستثمرين المحترفين صبرهم. ويشير إلى أن اختراق مستوى 93,000 دولار قد يفتح الباب أمام مزيد من البيع، حيث أن “الفجوة السعرية الهائلة تجعل الكثيرين تحت ضغط الخسارة السريعة”.
رغم هذه المؤشرات السلبية، يؤكد المحللون أن ما يحدث ليس بيعاً بدافع الذعر. فبيانات “بتفينيكس” تُظهر أن أكبر الحيتان (أصحاب أكثر من 10 آلاف وحدة) خفضوا حيازاتهم بنسبة 1.5% فقط في أكتوبر، وهو تراجع طفيف لا يعكس تصفية واسعة النطاق. ما يحدث أشبه بـ”جني الأرباح التدريجي” في بيئة تتراجع فيها السيولة المؤسسية.
يبدو أن سوق بيتكوين تمر بمرحلة إعادة توازن طبيعية بعد صعود متسارع. فترات الهدوء هذه غالباً ما تكون ضرورية لامتصاص الضغوط وبناء قاعدة سعرية صلبة تستند إليها الموجة الصاعدة التالية، التي تنتظر بدورها عودة التدفقات المؤسسية أو ظهور محفزات سوقية جديدة.

اترك تعليقا