شهد سوق العملات الرقمية يوم الأربعاء حركة صعودية قادتها بيتكوين، بعد اختبار ناجح لمستوى دعم نفسي حاسم عند 85 ألف دولار. تمكنت العملة الرقمية الأولى من تسجيل ارتداد ملحوظ، متحدية المؤشرات الاقتصادية المختلطة الصادرة من أكبر اقتصاد في العالم.
و قفز سعر بيتكوين من أدنى مستوى عند 85,427 دولار ليصل إلى ذروة يومية عند 87,918 دولار، محققاً مكاسب تزيد عن 2.3%، قبل أن يتراجع قليلاً ويستقر بالقرب من 87,305 دولار عند إغلاق التداولات.
جاء هذا الأداء في أعقاب نشر بيانات سوق العمل الأمريكية لشهر نوفمبر، التي قدَّمت صورة مزدوجة: قوة في خلق الوظائف غير الزراعية بإضافة 64 ألف وظيفة جديدة، تفوق التوقعات البالغة 45 ألفاً، ولكن مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.6%، وهو الأعلى منذ سبتمبر 2021.
يُفسر المحللون هذا المزيج من البيانات على أنه قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) مرونة في سياساته النقدية.
فمن جهة، قد تخفف قوة التوظيف من الضغط لإجراء تخفيضات سريعة وكبيرة للأسعار، بينما من جهة أخرى، يشير ارتفاع البطالة إلى احتمالية بقاء البنك المركزي متوجساً من تباطؤ النمو، مما قد يدفعه نحو سياسة أكثر دعمًا على المدى المتوسط.
هذا المناخ من “التيسير النقدي المحتمل” يُنظر إليه تقليدياً كعامل إيجابي للأصول غير التقليدية مثل بيتكوين.
إلى جانب العوامل الاقتصادية الكلية، استفادت بيتكوين من دفع تقني قوي، تمثل في موجة كبيرة من تصفية المراكز القصيرة (المراهنة على هبوط السعر).
وكشفت بيانات منصة “CoinGlass” عن تصفية مراكز بيع قصيرة بقيمة 38 مليون دولار خلال الـ24 ساعة الماضية، مقارنة بـ 23.5 مليون دولار لمراكز الشراء الطويلة.
تُحدث مثل هذه التصفيات قفزة مفاجئة في الطلب، حيث يُجبر المتداولون الذين راهنوا على الهبوط على شراء العملة لتغطية مراكزهم الخاسرة، مما يخلق ضغطاً شرائياً إضافياً يدفع السعر للأعلى.
يبقى نجاح بيتكوين في الحفاظ على مكاسبها فوق مستوى 87 ألف دولار، والتقدم بعد ذلك نحو المقاومة النفسية التالية عند 90 ألف دولار، مرهوناً باستمرار تفاعل السوق مع التوقعات حول سياسة الفائدة الأمريكية، بالإضافة إلى تقلبات مشاعر المستثمرين وقدرة المشترين على البناء على الزخم الحالي. ويبدو أن الدفاع الناجح عن مستوى الدعم الحاسم قد أعاد بعض الثقة على المدى القصير.
اترك تعليقا