عادت صناديق الاستثمار الأمريكية المرتبطة بالبيتكوين إلى دائرة المكاسب بعد أسبوعين من التراجعات، حيث سجلت تدفقات مالية صافية تجاوزت 300 مليون دولار في جلسة الثلاثاء، في إشارة إلى عودة الثقة تدريجيًا إلى سوق الأصول الرقمية.
ويبدو أن المستثمرين المؤسسيين استغلوا هبوط الأسعار الأخيرة كفرصة للدخول مجددًا، ما يعكس اقتناعًا متجددًا بآفاق البيتكوين على المدى الطويل رغم حالة عدم الاستقرار التي تهيمن على السوق مؤخرًا.
تكشف بيانات منصة SoSoValue عن تحول جذري في مسار الأموال، بعدما شهد الأسبوع السابق عمليات سحب فاقت 1.17 مليار دولار من الصناديق الرقمية.
وجاءت شركة Fidelity في صدارة المؤسسات التي قادت هذا التعافي من خلال صندوقها FBTC الذي استقطب 165.9 مليون دولار، تلتها Ark 21Shares بصندوقها ARKB الذي سجل 102.5 مليون دولار من الاستثمارات الجديدة.
وفي مفاجأة للأسواق، تمكن صندوق Grayscale GBTC — الذي كان يعاني منذ شهور من نزيف مستمر — من تسجيل تدفقات إيجابية بقيمة 24.1 مليون دولار، وهو ما يُعد إشارة على تحول المزاج الاستثماري في السوق الأمريكية.
أما في أوروبا، فقد واصلت الصناديق الرقمية جذب رؤوس الأموال بوتيرة مستقرة دون انقطاع، مما يعكس رؤية استثمارية أكثر استقرارًا وطويلة الأمد لدى المستثمرين الأوروبيين.
ورغم التقلبات التي تشهدها أصول مثل البيتكوين والإيثيريوم، تواصل بعض العملات البديلة (Altcoins) جذب تدفقات قوية.
فوفقًا لبيانات CoinShares، شهدت المنتجات المرتبطة بعملة Solana تدفقات جديدة بلغت 118 مليون دولار الأسبوع الماضي، لترتفع القيمة الإجمالية خلال تسعة أسابيع متتالية إلى 2.1 مليار دولار.
وتشير هذه الأرقام إلى أن المستثمرين باتوا يميزون بين الأصول الحساسة للعوامل الاقتصادية الكلية وتلك التي تستفيد من الزخم القوي داخل شبكاتها الرقمية.
رغم التذبذب الحاد في الأسعار، يؤكد المحللون أن الأسس الجوهرية للبيتكوين ما تزال قوية.
ويشير الخبير الاقتصادي توماس بيرفومو من منصة Kraken إلى أن العملة الرقمية تقترب من حدث تاريخي في المعروض، قد يعزز مكانتها كأصل نادر ومخزن للقيمة.
وقال بيرفومو في مذكرة نقلتها “كوين ديسك”:
“من المتوقع أن يتجاوز المعروض المتداول من البيتكوين قريبًا 19.95 مليون عملة، وهو ما يعادل 95% من إجمالي المعروض البالغ 21 مليونًا، مما يؤكد على ندرتها المبرمجة.”
وأضاف أن هذا التطور يعزز مكانة البيتكوين كـ”أصل عالمي محايد ووسيلة موثوقة لحفظ القيمة في المدى الطويل”.
و على صعيد آخر، واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة ليتداول قرب 4,134.6 دولار للأوقية، وسط تزايد المخاوف من تدهور الوضع المالي في الولايات المتحدة.
وقال الخبير الاقتصادي جيمس ثورن إن البلاد تجاوزت “الحد المالي الحرج”، محذرًا من احتمال حدوث تحول عالمي في النظام النقدي شبيه بما حدث في اتفاقية بريتون وودز، قد يؤدي إلى إعادة تقييم أسعار الذهب للحد من التضخم الناتج عن تفاقم الديون.
وقد بدأت آثار هذا الارتفاع تظهر بوضوح، إذ أعلنت شركة Barrick Mining، أحد أكبر منتجي الذهب عالميًا، عن أرباح فصلية بلغت 1.3 مليار دولار إلى جانب زيادة في توزيعات الأرباح، مستفيدة من طفرة الأسعار العالمية.
اترك تعليقا