تحتفل ورقة البيتكوين (BTC) البيضاء، التي أصدرها ساتوشي ناكاموتو المجهول، بمرور سبعة عشر عامًا على نشرها يوم الجمعة. انطلقت كفكرة لنظام نقدي إلكتروني لامركزي من نظير إلى نظير، وتطورت لتصبح فئة أصول مؤسسية بقيمة تتجاوز 2 تريليون دولار، محققة قبولاً واسعًا من المؤسسات والشركات والهيئات السيادية. شهدت العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية ارتفاعًا إلى 126,000 دولار في عامها السابع عشر، ما يبرز تحولها إلى أصل مالي سائد.
رؤية سايبر بانك وراء الورقة البيضاء
تم نشر ورقة البيتكوين البيضاء في 31 أكتوبر 2008، بعنوان “بيتكوين: نظام نقدي إلكتروني من نظير إلى نظير”، مؤلفة من تسع صفحات وضعت الأساس لعصر جديد في التمويل الرقمي. قدمت الورقة فكرة مبتكرة لنظام نقدي يمكن من إرسال المدفوعات مباشرة بين الأطراف عبر الإنترنت دون الحاجة إلى وسطاء مثل البنوك. كما تناولت الورقة تقنيات رئيسية مثل التجزئة التشفيرية، هندسة الكتل، وآليات الطوابع الزمنية، لحل مشكلة “الإنفاق المزدوج” عبر شبكة من نظير إلى نظير.
ركّزت رؤية سايبر بانك على اللامركزية والحرية المالية وإلغاء الوساطة، ما يقلل الحاجة إلى أطراف ثالثة موثوقة مثل البنوك والحكومات. وقد تجلى ذلك في السطر الأول من الملخص: “نسخة من النقد الإلكتروني من نظير إلى نظير ستسمح بإرسال المدفوعات عبر الإنترنت مباشرة من طرف إلى آخر دون المرور عبر مؤسسة مالية.”
خلفية تاريخية وإرث البيتكوين
أُطلقت الورقة البيضاء في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، التي شهدت انهيار البنوك وتراجع الثقة في الأنظمة المالية التقليدية. وترك المؤسس رسالة ضمن الكتلة الجينية الأولى في 3 يناير 2009: “The Times 03/Jan/2009 Chancellor on brink of second bailout for banks”، مشيرًا إلى رد المملكة المتحدة على الأزمة المالية. من خلال هذه الرسالة، عبّر ناكاموتو عن رفضه لنظام المؤسسات المالية الضخمة التي لا يمكن أن تفشل، مؤكدًا أن البيتكوين صُمم ليكون مختلفًا وجديدًا.

اترك تعليقا