في خضم تزايد التشدد الرقابي من قبل السلطات الأمريكية، سجلت عملة تيذر (USDT)، وهي أكبر العملات المستقرة في العالم، رقمًا قياسيًا في قيمتها السوقية متجاوزة حاجز 160 مليار دولار لأول مرة في تاريخها، مما يعكس تسارع وتيرة اعتمادها عالميًا مقابل تصاعد المخاوف بشأن مستقبلها داخل السوق الأمريكية.
جاء هذا النمو مدفوعًا بارتفاع الطلب على شبكة TRON، التي باتت تستحوذ على أكثر من 80 مليار دولار من إجمالي المعروض من USDT، متجاوزة شبكة إيثريوم بفارق 6 مليارات دولار، وفقًا لبيانات “CryptoQuant” بتاريخ 18 يوليو.
وقد تم إصدار أكثر من 22 مليار دولار من USDT على TRON منذ بداية عام 2025، ما يعكس تحولًا متزايدًا نحو أنظمة الدفع اللامركزية منخفضة التكلفة وسريعة التنفيذ.
البيانات تظهر كذلك أن غالبية التحويلات بعملة تيذر باتت تتم عبر بروتوكولات لامركزية، حيث يفوق حجم التداول على شبكة TRON نظيره في البورصات المركزية بما يصل إلى عشرة أضعاف، مما يشير إلى تطور نوعي في استخدام العملات المستقرة، مع تفضيل المستخدمين لمزيد من الخصوصية والسيطرة المباشرة على الأصول.
ورغم هذا الزخم العالمي، تواجه تيذر تحديًا تنظيميًا حادًا بعد إقرار مجلس النواب الأمريكي لقانون “GENIUS” بتاريخ 17 يوليو، والذي يفرض متطلبات صارمة على الجهات المُصدرة للعملات المستقرة، بما في ذلك تلك المسجلة خارج الولايات المتحدة.
القانون الجديد يمنح السلطات الأمريكية حق مراقبة امتثال أي جهة أجنبية تعمل في السوق الأمريكي، حتى وإن لم تكن خاضعة للولاية القضائية المحلية، وهو ما يُنذر بمواجهة قانونية محتملة لتيذر، التي تتخذ من السلفادور مقرًا لها.
بين توسّع عالمي غير مسبوق وضغوط تنظيمية تزداد حدة، تجد تيذر نفسها في مفترق طرق. فمن جهة، تمثل USDT أداة مالية فعالة ومرغوبة في الأسواق الناشئة وشبكات البلوكشين اللامركزية، ومن جهة أخرى، تواجه خطر الإقصاء أو التضييق في أكبر سوق مالي في العالم، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة لمستقبل العملات المستقرة.
اترك تعليقا