في خضم تصاعد التوترات الجيوسياسية، شهد قطاع العملات الرقمية تدفقات استثمارية جديدة تجاوزت 1.9 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، وفقاً لأحدث بيانات CoinShares، ما يعكس استمرار إقبال المستثمرين على الأصول الرقمية كملاذ بديل.
ويُعد هذا الأسبوع التاسع على التوالي من التدفقات الإيجابية، وهو ما رفع إجمالي التدفقات منذ بداية عام 2025 إلى 13.2 مليار دولار، في رقم قياسي لم يُسجل منذ سنوات.
أداء قوي رغم الصدمات الجيوسياسية
على الرغم من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات الجوية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وبيانات دعم عسكري من كوريا الشمالية، أظهرت العملات الرقمية مرونة ملحوظة مقارنة بالأصول التقليدية.
وأشار جيمس باترفيل، رئيس قسم الأبحاث في CoinShares، إلى أن “الأصول الرقمية استطاعت تجاوز مخاوف الأسواق، بتسجيل تدفقات ضخمة في أسبوع واحد رغم حالة عدم اليقين العالمية.”
قبل أيام فقط، كانت الأسواق قد فقدت أكثر من مليار دولار نتيجة تصاعد التوتر، وفقًا لتقارير BeInCrypto. ومع ذلك، لم يستمر هذا التراجع طويلًا، حيث استعاد السوق زخمه سريعًا.
بيتكوين وإيثريوم في صدارة الاهتمام
سجلت بيتكوين وحدها تدفقات بقيمة 1.3 مليار دولار، بعد أسبوعين متتاليين من التراجعات الطفيفة، في إشارة إلى إقبال المؤسسات على الشراء أثناء الانخفاضات السعرية. أما إيثريوم، فقد سجلت تدفقات بلغت 583 مليون دولار، وهو أعلى رقم أسبوعي لها منذ فبراير، لترتفع بذلك إجمالي تدفقاتها إلى 2 مليار دولار، أي نحو 14% من إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة.
العملات البديلة تستعيد اهتمام المستثمرين
وامتدت شهية المستثمرين لتشمل العملات البديلة، حيث سجلت عملة XRP تدفقات بقيمة 11.8 مليون دولار، منهية بذلك سلسلة تدفقات خارجة استمرت ثلاثة أسابيع. في المقابل، جذبت Sui حوالي 3.5 مليون دولار من الاستثمارات الجديدة.
الولايات المتحدة تتصدر، وهونغ كونغ تسجل تدفقات خارجة
من حيث التوزيع الجغرافي، تصدّرت الولايات المتحدة المشهد بتدفقات بلغت 1.9 مليار دولار، تلتها ألمانيا بـ39.2 مليون دولار، ثم سويسرا بـ20.7 مليون دولار، وكندا بـ12.1 مليون دولار. في المقابل، شهدت هونغ كونغ تدفقات خارجة بلغت 56.8 مليون دولار، ما يشير إلى تباين واضح في ثقة المستثمرين بحسب المناطق.
هل تصبح العملات الرقمية وسيلة تحوط ضد التضخم؟
في ظل تصاعد أسعار النفط واحتمالات ارتفاع معدلات التضخم، حذرت JPMorgan من أن استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران قد يدفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي إلى مستويات تصل 5%، مما قد يؤدي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هذا السيناريو يمثل تحديًا لأسواق الأصول الخطرة، بما فيها العملات الرقمية، التي تتأثر بارتفاع تكلفة السيولة.
ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن العديد من المستثمرين بدأوا ينظرون إلى العملات الرقمية – وخصوصًا بيتكوين وإيثريوم – كأصول دفاعية طويلة الأجل، يمكن الاعتماد عليها في فترات التضخم وعدم الاستقرار العالمي.
اترك تعليقا