شهدت عملة بيتكوين (BTC) هزة ملحوظة أمس الإثنين، بعدما تم رصد نقل مفاجئ لنحو 17,000 عملة بيتكوين، تُقدّر قيمتها بأكثر من 2 مليار دولار، من محفظة قديمة تُنسب إلى أحد حيتان الحقبة المبكرة للعملة، وتحديدًا إلى ما يُعرف بـ”عصر ساتوشي”.
وقد تم إرسال هذه الكمية الهائلة إلى شركة إدارة الأصول الرقمية “Galaxy Digital”، في خطوة فُسرت على أنها إشارة محتملة لبدء عمليات بيع واسعة النطاق.
هذا التحرك النادر تزامن مع تراجع سعر بيتكوين من مستوى يفوق 123,000 دولار إلى ما يقارب 117,600 دولار، مما أثار حالة من الذعر في أوساط المستثمرين، خصوصًا مع تصاعد التكهنات بأن كبار الحائزين قد يكونون بصدد تصريف أرصدتهم للاستفادة من الزخم الحالي في السوق، خاصة مع تزايد شهية المؤسسات.
وفقًا لبيانات منصة “Spot On Chain”، فإن المحفظة التي نفذت هذا التحويل بقيت خاملة منذ عام 2011، قبل أن تبدأ فجأة بسلسلة من التحركات الكبرى، إذ تم خلال الأيام الأخيرة نقل نحو 80,000 بيتكوين، تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 8.6 مليار دولار، عبر ثماني محافظ مرتبطة بالحوت ذاته.
اللافت أن هذه المحافظ كانت قد استقبلت أرصدتها عندما كان سعر البيتكوين أقل من 4 دولارات، ما يعني أن قيمتها تضاعفت بما يتجاوز 40,000 ضعف، ما يُفسر القلق من توقيت هذا النشاط بعد أكثر من عقد من الصمت.
وقد أشارت منصة “Lookonchain” إلى أن “Galaxy Digital” استلمت حتى الآن 16,843 بيتكوين من هذه التحركات، بينما جرى تحويل ما لا يقل عن 2,000 عملة إلى منصات تداول كبرى مثل “بينانس” و”بايبت”، في مؤشر على نية بيع جزء من الأرصدة.
يُجمع عدد من المحللين على أن هذا السلوك يمثل علامة مبكرة على احتمالية بدء موجة تصحيح في السوق، لاسيما في ظل تزايد التحركات المؤسسية وارتفاع الأسعار القياسية. كما رجّح البعض أن هذه الخطوة قد تعني بداية خروج مستثمرين مبكرين حققوا أرباحًا ضخمة منذ شراء البيتكوين بسعر يقل عن دولارين.
من جانبه، أثار “كونور غروغان”، رئيس قسم المنتجات في “كوينبيس”، احتمال أن تكون هذه التحركات ناتجة عن استرجاع مفاتيح الوصول المفقودة، رغم إقراره بأن هذا السيناريو مستبعد بدرجة كبيرة.
في ظل هذه الأحداث، لا تزال نحو 11,000 عملة بيتكوين في حيازة هذا الحوت، ما يفتح الباب أمام المزيد من التحركات في الأيام المقبلة، وسط توتر ملحوظ بين المستثمرين، الذين يراقبون بحذر مسار السوق.
ومع هيمنة التداولات خارج المنصات (OTC) على نشاطات الكبار، يتخوف البعض من أن يكون لهذه العمليات أثر نفسي يفوق الفعلي، إذ تظل تحركات الحيتان عاملًا رئيسيًا في صياغة المزاج العام لأسواق العملات الرقمية.
اترك تعليقا