في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتداعيات الانسحاب المفاجئ للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من قمة مجموعة السبع بكندا، شهدت أسواق العملات الرقمية تقلبات ملحوظة، كان أبرزها على أداء البيتكوين، التي واجهت ضغوطًا متزايدة أثرت على استقرار سعرها.
رغم هذا التوتر العام، برزت مؤشرات فنية لافتة من منصة “بينانس” قد تنذر بتحول قادم في ديناميكيات السوق. فقد رُصدت، في 16 يونيو الجاري، عمليات سحب غير معتادة من المنصة بلغت 4500 بيتكوين في يوم واحد، بحسب بيانات شركة “CryptoQuant”. ووفق محللين، تعكس هذه التحركات نوايا كبار المستثمرين لسحب الأصول الرقمية إلى محافظ باردة، مما يحد من العرض المتاح في السوق ويدعم توقعات ارتفاع الأسعار.
وتزامنًا مع هذه السحوبات، شهدت المنصة تدفقات ملحوظة للعملات المستقرة، تجاوزت 400 مليون دولار بين يومي 13 و15 يونيو، وهو أحد أعلى المستويات المُسجلة خلال الأشهر الماضية، ما يدل على استعداد رؤوس أموال كبيرة للدخول إلى السوق الرقمي.
ويعتقد خبراء أن هذا التداخل بين تراجع السيولة المعروضة من البيتكوين، وارتفاع الطلب المحتمل من خلال العملات المستقرة، يشكل بيئة صاعدة، من شأنها دفع الأسعار إلى الأعلى في حال استمرار هذا النمط.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات المشتقات المالية تصاعدًا في مراكز البيع، مع تحول معدل تمويل العقود الآجلة الدائمة إلى النطاق السلبي، مما يعكس حالة ضغط لدى البائعين على المكشوف، الذين قد يُجبرون على الشراء لتغطية مراكزهم في حال أي انتعاش مفاجئ.
وفي تحليلات صادرة عن شركة “سويس بلوك”، تم التأكيد على أن عاملين أساسيين قد يشكلان نقطة التحول: أولًا، تخفيف التوترات الجيوسياسية، وثانيًا، نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء. وأوضحت الشركة أن مجرد إشارة إيجابية من أي من الجانبين كفيلة بإطلاق موجة صعودية تستهدف المراكز المكشوفة في السوق.
وسط هذه المؤشرات المتشابكة، تترقب الأسواق الرقمية المستجدات بحذر شديد، على أمل أن يُترجم أي تطور إيجابي إلى انطلاقة جديدة لسعر البيتكوين مع اقتراب نهاية يونيو.
اترك تعليقا