كشف تقرير بينانس ريسيرش عن ارتفاع طفيف في القيمة السوقية للعملات الرقمية بنسبة 1,99% منذ بداية 2025. ورغم أن هذا الرقم يبدو أقل إثارة مقارنة بدورات الارتفاع السابقة، إلا أنه يعكس حالة من التفاؤل الحذر وسط بيئة اقتصادية عالمية تتسم بعدم اليقين، وتبعات تصحيحات قوية شهدتها الأسواق بين عامي 2022 و2023.
تباين واضح بين الربعين
يسلط التقرير الضوء على الفارق الكبير بين أداء السوق في الربعين الأول والثاني من العام الحالي. فقد سجل الربع الأول هبوطًا حادًا بنسبة 18,61% بفعل مجموعة من الضغوط أبرزها المزاج السلبي بعد فترة تصحيح مطولة، وتراجع تمويل رأس المال المغامر، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بوتيرة التعافي الاقتصادي العالمي.
انتعاش قوي يقود التفاؤل
مع دخول الربع الثاني، تبدلت الصورة سريعًا ليسجل السوق نموًا قدره 25,32%، ما عوض الخسائر السابقة وأعاد الأمل للصناعة الرقمية. ويعزى هذا الانتعاش إلى عدة عوامل، في مقدمتها استقرار السياسة النقدية الأمريكية بعد سنوات من رفع أسعار الفائدة، ما عزز ثقة المستثمرين وأعاد رأس المال للأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
تطورات البنية التحتية تدفع النمو
ساهمت تطورات مشاريع البنية التحتية في سوق البلوكشين، وعلى رأسها حلول الطبقة الثانية، في تعزيز الثقة بالسوق، إلى جانب التقدم الملحوظ في توكنات الأصول الواقعية (RWA) وتكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات التمويل اللامركزي.
التحول من “الخوف من فوات الفرصة” إلى انتقائية الجودة
يعكس النمو المحدود بنسبة 1,99% في النصف الأول من 2025 تغيرًا جوهريًا في سلوك المستثمرين. لم يعد السوق مدفوعًا بهوس اللحاق بالفرص السريعة، بل أصبح التركيز منصبًا على استدامة المشاريع ونماذج الأعمال القادرة على تحقيق تدفقات نقدية حقيقية، لتبرز المشاريع ذات الجودة والاستراتيجيات الواضحة وحدها كقوة صاعدة.
زخم جديد للمشاريع طويلة الأجل
في ظل هذا التحول، تزداد أهمية الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والعملات المستقرة وتلك القادرة على توليد الإيرادات. المؤسسات المالية الكبرى تواصل اختبار المنتجات الرقمية من خلال صناديق الاستثمار المتداولة وتوكنات الأصول الواقعية، بالتوازي مع تعزيز دور البلوكشين في المدفوعات العابرة للحدود.
توقعات النصف الثاني: فرص وتحديات
بينما يواجه السوق النصف الثاني من العام بتفاؤل مشوب بالحذر، تبقى التحديات حاضرة. استمرار استقرار الاقتصاد الكلي ودعم السياسات التكنولوجية يمكن أن يدفع السوق إلى مرحلة نمو أقوى، إلا أن التباين سيظل كبيرًا بين المشاريع، مع تسارع القضاء على المبادرات الضعيفة وبروز اللاعبين القادرين على تحقيق قيمة مستدامة.
اترك تعليقا