استيقظت الأسواق الآسيوية اليوم على صدمة قوية في عالم الأصول الرقمية، حيث سجلت عملة البيتكوين (Bitcoin) هبوطًا حادًا ومفاجئًا في الساعات الأولى من التداول، ما أطلق شرارة “تصفيات جماعية” واسعة للمراكز ذات الرافعة المالية العالية.
لم تقتصر موجة البيع الهستيرية على العملة الأكبر، بل امتدت لتشمل كافة الأصول الرقمية الرئيسية الأخرى، مما أدى إلى تراجع جماعي في القيمة السوقية للقطاع.
ويُظهر تحليل بيانات منصة “كوين ماركت كاب” (CoinMarketCap) أن “البيتكوين” انزلق بسرعة من مستويات عطلة نهاية الأسبوع التي تمسك بها، قبل أن يبدأ في إظهار مؤشرات على محاولات محدودة للاستقرار.
وقد تزامن هذا التراجع مع خسائر مماثلة سجلتها العملات الرقمية الكبرى، مع تسارع وتيرة انتقال موجة البيع بين الأصول.
اللافت في تطورات اليوم هو التزامن المباشر بين هبوط العملات المشفرة والارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب. ويرى المحللون أن هذا التحول يشير بوضوح إلى “نزوح للسيولة” من الأصول عالية المخاطر نحو الملاذات الآمنة التقليدية.
ويأتي هذا التحرك وسط تزايد حالة الضبابية الاقتصادية العالمية وعدم اليقين بشأن المسار المستقبلي لسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الأصول عالية التقلب كالعملات الرقمية. هذا الصعود في قيمة الذهب يُفسر كدليل على أن المستثمرين يفضلون الأصول الحافظة للقيمة في أوقات الشك.
شهدت أحجام التداول ارتفاعًا كبيرًا مع بداية موجة الهبوط، قبل أن تتراجع لاحقًا مع دخول ما يبدو أنهم “مشترون عند مستويات أدنى” للاستفادة من الأسعار المخفضة.
ويشير مراقبو السوق إلى أن التراجع الحالي لا يبدو أنه مدفوع بأخبار أساسية (Fundamental News) سلبية جديدة، بل هو نتيجة فنية بحتة تتمثل في “تصفية المراكز المكتظة” للمشترين الذين يستخدمون رافعة مالية عالية.
ويوضح الخبراء أن هذا النمط هو سلوك معتاد ومكرر في سوق العملات المشفرة عند “انفجار” المراكز المزدحمة، حيث يضطر المتداولون إلى بيع أصولهم تلقائيًا لتغطية خسائرهم.
اترك تعليقا