الولايات المتحدة – تشهد صناديق البيتكوين الأمريكية موجة انسحاب حادة، حيث سحبت استثمارات بقيمة 3.7 مليار دولار خلال نوفمبر الجاري فقط، في مؤشر على تحول كبير في شهية المستثمرين المؤسسيين تجاه العملة الرقمية الأشهر.
وكشفت أحدث البيانات الصادرة عن منصة “SoSoValue” المتخصصة، عن استمرار عمليات السحب للاسبوع الرابع على التوالي، مسجلة انسحابات إضافية جديدة بلغت 22.45 مليون دولار منذ بداية الأسبوع الحالي، بعد أن تجاوزت السحوبات الأسبوعية في الأسابيع الماضية حاجز 1.1 مليار دولار.
ويأتي هذا النزيف المالي في صناديق البيتكوين كترجمة حادة لمخاوف المستثمرين من التحديات الاقتصادية العالمية المتصاعدة. ويبدو أن العوامل التالية تلعب دوراً محورياً في هذه الموجة:
تقلص التوقعات بخفض أسعار الفائدة: حيث يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) غير متجه لتخفيف السياسة النقدية في ديسمبر المقبل، ما يحد من سيولة الأسواق عالية المخاطر مثل العملات الرقمية.
التوترات التجارية: تثير الرسوم الأمريكية المفروضة على اقتصادات كبرى مثل الصين مخاوف من تباطؤ النمو العالمي.
صعود الدولار: تعمل قوة العملة الأمريكية على تقليل جاذبية الأصول البديلة مثل البيتكوين.
ولم تكن هذه المشاعر السلبية بعيدة عن مؤشرات السوق، حيث استقر “مؤشر الخوف والطمع” – وهو مقياس للحالة النفسية للمستثمرين – عند مستوى 15 نقطة فقط، ليظل حبيس منطقة “الخوف الشديد”، مما يعكس نظرة تشاؤمية تطغى على معنويات المتعاملين.
وفي الوقت نفسه، تشهد السوق تحولاً موازياً، حيث تتجه أجزاء من رؤوس الأموال المنقولة بعيداً عن البيتكوين نحو صناديق ETF جديدة تركز على العملات الرقمية البديلة، في محاولة من المستثمرين لتنويع محافظهم الرقمية.
ويُلاحظ اهتمام متزايد بعملات مثل سولانا، وXRP، ودوجكوين، ولايتكوين، وHedera، مما يشير إلى رغبة في استكشاف فرص نمو جديدة خارج نطاق البيتكوين التقليدي، في إطار استراتيجية لإدارة المخاطر مع الاستمرار في المراهنة على مستقبل الأصول الرقمية ككل.

اترك تعليقا