من الرماد إلى الثورة.. هكذا يحول إريك أزمته مع البنوك إلى فرصة استثمارية في البيتكوين

لم تكن رحلة إريك نحو العملات المشفرة مجرد خيار استثماري تقليدي، بل كانت رحلة تحرر من نظام مالي شعر بأنه تخلى عنه.

فبعد أن أغلقت البنوك الكبرى مثل “كابيتال ون” و”جي بي مورجان” و”بنك أوف أمريكا” ما يقرب من 400 حساب خاص بشركات عائلته دون مبرر واضح، وجد نفسه وعائلته فجأة خارج المنظومة المصرفية بالكامل.

هذه التجربة المؤلمة أصبحت المحرك الأساسي لشغفه بالعملات المشفرة. يقول إريك: “لقد دفعنا ذلك إلى البحث عن بديل، وكانت البيتكوين والإجابة”.

هذه الرحلة الشخصية من التهميش المصرفي إلى تبني النظام المالي البديل تشكل الآن رؤيته الفريدة للسوق، حيث يرى في التقلبات الحالية فرصة ذهبية للشراء.

في الوقت الذي يتخوف فيه الكثيرون من التراجع الأخير لسعر البيتكوين، يعلن إريك بثقة أن هذه اللحظة هي “وقت رائع للشراء”، واصفاً البيتكوين بأنها “أعظم أصل في عصرنا”.

وتأتي ثقته هذه من قراءة متعمقة لدورات السوق التاريخية، حيث يشير إلى أن البيتكوين كانت تتداول عند 16,000 دولار قبل ثلاث سنوات فقط، وقفزت إلى حوالي 36,500 دولار قبل عامين، ووصلت إلى ذروة تجاوزت 120,000 دولار في وقت سابق من هذا العام.

تدعم رؤية إريك مؤشرات قوية على الأرض، أبرزها النتائج المالية القوية لشركة “أمريكان بيتكوين” التي أعلنت عن أول أرباح فصلية لها كشركة عامة بصافي ربح بلغ 3.5 مليون دولار في الربع الثالث.

وتمتلك الشركة ميزة تنافسية فريدة تتمثل في قدرتها على تعدين البيتكوين بتكلفة تبلغ نحو نصف سعرها في السوق، بفضل اعتمادها على الطاقة منخفضة التكلفة في ولاية تكساس.

وتعتمد الشركة استراتيجية طويلة الأمد تركز على توسيع احتياطيات البيتكوين مقارنة بعدد الأسهم القائمة، متجاوزة بذلك التقلبات السعرية قصيرة الأجل. وقد نمت عملياتها لدرجة أن أحد منشآتها يساهم الآن بأكثر من 2% من إنتاج البيتكوين العالمي.

لم تقتصر رحلة إريك على الاستثمار فقط، بل امتدت إلى ريادة الأعمال حيث ساهم في تأسيس “وورلد ليبيرتي فاينانشال”، إحدى أسرع منصات العملات المستقرة نمواً في العالم. ويرى أن العملات المستقرة لا تمثل مستقبل المدفوعات العالمية فحسب، بل هي وسيلة فعالة لدعم الهيمنة العالمية للدولار.

ويوضح إريك أن “العملات المستقرة أعادت الحياة للدولار في العصر الرقمي”، مشيراً إلى أن استخدام تقنية البلوك تشين يلغي الحاجة للطبقات المتوسطة في التحويلات التقليدية، مما يجعل المعاملات فورية ويقلل التكاليف ويمنح الجميع وصولاً أسهل إلى النظام المالي.

هكذا تتحول التجربة الشخصية المؤلمة إلى رؤية استثمارية ثاقبة، حيث يجمع إريك بين الدروس المستفادة من الماضي والمؤشرات الحالية على الأرض ليرسم صورة مستقبلية واعدة للبيتكوين والعملات المشفرة، معتبراً أن التقلبات الحالية ليست سوى محطة عابرة في رحلة صعود طويلة الأمد.