أطلق الخبير المالي الشهير روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب “الأب الغني والأب الفقير”، تحذيرًا لافتًا عبر منصة “إكس”، مخاطبًا المستثمرين الذين يعتمدون بشكل مفرط على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المستقرة.
وأشار كيوساكي إلى أن هذه الصناديق، رغم شعبيتها وسهولة الوصول إليها، قد تمنح المستثمرين شعورًا زائفًا بالأمان، واصفًا إياها بـ”صورة مسدس” لا تملك فعليًا قوة الحماية عند الأزمات المالية.
شدّد كيوساكي على أهمية امتلاك الأصول الملموسة، مثل الذهب الفعلي والبيتكوين المُدار ذاتيًا، بدلًا من الاكتفاء بالصيغ الورقية أو الرقمية لها. وفي رأيه، فإن انهيار النظام المالي العالمي قد يجعل من الأصول الورقية بلا قيمة، بينما تبقى الأصول الحقيقية بمثابة “شبكة أمان” تحفظ ثروات المستثمرين.
كيوساكي يتوقع أن ترتفع أسعار الذهب والبيتكوين بنسبة 28% خلال عام 2025، مدفوعة بالقلق من التضخم العالمي وضعف الثقة في البنوك المركزية.
وأوضح أن هذه التوقعات تدفع المستثمرين لزيادة استثماراتهم في صناديق ETF المرتبطة بالذهب والعملات الرقمية، رغم تحذيراته المتكررة بشأن محدودية هذه الأدوات في أوقات الأزمات.
تستمر صناديق الذهب المتداولة في جذب اهتمام واسع، حيث تجاوزت قيمة أصولها 170 مليار دولار حتى نهاية أبريل 2025. أما صناديق الفضة، فقد تفوقت من حيث الأداء، محققة عائدًا يزيد عن 30% منذ بداية العام، بدعم من نقص الإمدادات وارتفاع الطلب الصناعي والمالي.
التحول الأبرز كان في صناديق الاستثمار الرقمية، حيث تقدمت صناديق إيثريوم المتداولة على صناديق بيتكوين في حجم التدفقات المالية الداخلة. ففي جلسة واحدة يوم 17 يوليو، سجلت صناديق إيثريوم تدفقات صافية بلغت 602 مليون دولار، متجاوزة صناديق بيتكوين.
كما حقق صندوق “iShares Ethereum Trust (ETHA)” من بلاك روك إنجازًا تاريخيًا، إذ تجاوزت أصوله 10 مليارات دولار خلال 10 أيام فقط، ليصبح ثالث أسرع صندوق ETF يصل لهذا الحجم في تاريخ الولايات المتحدة.
حتى 24 يوليو، بلغت التدفقات التراكمية لصناديق إيثريوم 8.88 مليار دولار، في حين ما تزال صناديق بيتكوين تحتل الصدارة بإجمالي 54.69 مليار دولار، بحسب بيانات “SoSoValue”.
بحسب نيت جيراسي، رئيس شركة “ETF Store”، فإن النمو المتسارع لصناديق بيتكوين وإيثريوم خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية دفع المؤسسات المالية الكبرى إلى إعادة صياغة استراتيجياتها الاستثمارية. ويرى أن العملات المشفرة أصبحت عنصرًا لا يمكن تجاهله في المحافظ الاستثمارية المستقبلية، رغم التحفظات التنظيمية.
اترك تعليقا