تعود قضية إفلاس منصة FTX إلى الواجهة مع إعلانها بدء المرحلة الثانية من سداد مستحقات الدائنين بحلول نهاية سبتمبر 2025، وذلك بعد انتظار دام قرابة ثلاث سنوات منذ الانهيار المدوي للمنصة في أواخر عام 2022.
ووفقًا لبيان رسمي صادر في 23 يوليو، ستبدأ عملية التوزيع لحاملي المطالبات من الفئة الخامسة (العملاء) والفئة السادسة (المطالبات غير المضمونة)، إضافة إلى بعض المطالبات ذات الأولوية، اعتبارًا من 30 سبتمبر، على أن يُعتمد 15 أغسطس كتاريخ تأهيل رئيسي.
جاء هذا التطور بعد مصادقة محكمة الإفلاس في ولاية ديلاوير على تقليص حجم المطالبات المتنازع عليها من 6.5 مليار دولار إلى 4.3 مليار، مما أتاح سيولة بقيمة 1.9 مليار دولار لتوزيعها ضمن خطة إعادة التنظيم التي تمت الموافقة عليها في أكتوبر 2024.
وتستهدف الخطة تعويضات تصل إلى 16.5 مليار دولار، تتضمن فوائد بنسبة 9% لأغلب الدائنين، باستثناء الجهات الحكومية.
وسيُشرف على توزيع الأموال شركات BitGo وKraken وPayoneer، شريطة أن يستوفي الدائنون متطلبات التحقق من الهوية وتقديم المستندات الضريبية اللازمة قبل الموعد النهائي في منتصف أغسطس.
رغم هذا التقدم، لا تزال بعض المطالبات تواجه صعوبات قانونية، خاصة في روسيا والصين، حيث تُقدّر مستحقات الدائنين بحوالي 470 مليون دولار. وتعيق القوانين المحلية في هذين البلدين إمكانية صرف التعويضات، ما دفع بعض الدائنين للتفكير في اللجوء إلى القضاء للطعن في ما يرونه تمييزًا غير مبرر.
من أبرز مصادر التوتر بين الدائنين وFTX مسألة تقييم الأصول الرقمية. إذ اعتمدت المحكمة سعر العملات في نوفمبر 2022، وقت تقديم طلب الإفلاس، حين كان سعر البيتكوين يتراوح بين 16,000 و20,000 دولار.
إلا أن السعر الحالي للبيتكوين يتجاوز 120,000 دولار، ما دفع العديد من الدائنين للتعبير عن استيائهم، معتبرين أن التعويض وفق الأسعار القديمة يمثل ظلمًا كبيرًا لهم، في ظل الارتفاع الهائل في قيمة العملات الرقمية منذ ذلك الحين.
وعلى الرغم من إعلان FTX عن استرجاع سيولة نقدية بقيمة 16.5 مليار دولار، فإن الغالبية العظمى من الأصول الرقمية المملوكة للعملاء لحظة الانهيار لم يتم استردادها. فقد استعادت المنصة 0.1% فقط من البيتكوين و1.2% من الإيثريوم المفقودة، مما يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين القيمة السوقية للأصول وبين ما يمكن فعليًا تعويضه.
بين التقدم في التوزيع النقدي وتصاعد الخلافات حول التقييم، تظل قضية FTX واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في تاريخ صناعة الكريبتو. ومن المنتظر أن تحدد جولة السداد القادمة ما إذا كانت المنصة قادرة على طي صفحة الإفلاس بطريقة ترضي المتضررين وتعيد جزءًا من الثقة في النظام المالي الرقمي.
اترك تعليقا