كشف تقرير حديث لشركة Chainalysis المتخصصة في أمن تقنيات البلوكشين عن سرقة أكثر من 2 مليار دولار من العملات المشفرة خلال النصف الأول من عام 2025، وهو مبلغ يفوق إجمالي المسروق خلال كامل عام 2024.
وأوضحت الشركة أن الحصة الأكبر من هذه الخسائر، والتي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار، جاءت نتيجة اختراق منصة Bybit للعملات المشفرة، ومقرها دبي، في فبراير الماضي، على يد قراصنة مرتبطين بكوريا الشمالية، مما يجعلها أكبر عملية سرقة مسجلة في تاريخ العملات الرقمية حتى الآن، وتمثل حوالي 69% من إجمالي السرقة خلال 2025.
ويعد هذا الرقم أعلى مستوى تُسجله Chainalysis في أول ستة أشهر لأي عام منذ بدء تتبع البيانات عام 2022، مع توقعات بوصول إجمالي المسروق إلى حوالي 4 مليارات دولار بحلول نهاية العام.
وأشار التقرير إلى أن هذه الحادثة تعكس هشاشة حتى أكثر الكيانات تطورًا في القطاع أمام التهديدات السيبرانية المتطورة، إلى جانب تصاعد عمليات اختراق المحافظ الشخصية، ما يبرز حجم المخاطر التي يواجهها الأفراد حاملو العملات المشفرة.
ولفتت Chainalysis إلى توسع جغرافي للجرائم الإلكترونية المرتبطة بالعملات الرقمية، مع وجود علاقة معقدة بين ارتفاع أسعار الأصول وزيادة الاعتداءات العنيفة، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني.
كما أبرز التقرير بعض الاتجاهات المثيرة للقلق، مثل:
-
تصاعد اختراق المحافظ الفردية، خصوصًا التي تحتوي على عملات بيتكوين.
-
زيادة هجمات “المفتاح الإنجليزي” (wrench attacks)، التي تعتمد على العنف أو التهديد لإجبار الضحايا على تسليم أصولهم.
-
تسجيل ضعف عدد الهجمات الجسدية في 2025 مقارنة بالسنوات السابقة، مع احتمال وجود حالات لم يتم الإبلاغ عنها.
وسُجل أعلى تركيز للضحايا في دول مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، روسيا، كندا، اليابان، إندونيسيا، وكوريا الجنوبية.
تتطابق نتائج Chainalysis مع تقرير آخر لشركة TRM Labs، والذي أشار إلى سرقة 2.1 مليار دولار عبر أكثر من 75 عملية اختراق خلال الفترة نفسها، منها هجوم كبير في يونيو استهدف منصة Nobitex الإيرانية وسُرقت فيه أكثر من 90 مليون دولار، مما يؤكد تورط جهات دولية في تصعيد الهجمات الإلكترونية ضد العملات الرقمية.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في العام الماضي تعقبها عشرات العمليات التي نفذتها كوريا الشمالية خلال خمس سنوات، جمعت منها ما يصل إلى 3 مليارات دولار.
وقال إريك جاردين، رئيس أبحاث الجرائم السيبرانية في Chainalysis:
“ارتفاع تبني العملات المشفرة وأسعارها وسع النظام البيئي وزاد من وتيرة الهجمات. ومع تشديد الإجراءات الأمنية والتنظيمية لدى المؤسسات الكبرى، رفع القراصنة من مستوى تكتيكاتهم واستهدفوا نطاقًا أوسع من الضحايا.”
وأضاف أن كوريا الشمالية أصبحت أكثر مرونة وتطورًا في أساليبها، متجهة من استهداف الكيانات الكبرى إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع العملات الرقمية.
اترك تعليقا