في مشهد يعكس تقاطع السياسة مع عالم التمويل الرقمي، أثارت العملة المشفرة المرتبطة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمعروفة باسم “أوفيشيال ترامب” (CRYPTO: TRUMP)، جدلًا واسعًا في سوق الكريبتو بعد موجة مضاربة عنيفة انتهت بخسائر فادحة تجاوزت المليارات.
أُطلقت العملة على شبكة “سولانا” في منتصف يناير، وسرعان ما شهدت ارتفاعًا كبيرًا جذب اهتمام المضاربين والمستثمرين، بدعم مباشر من ترامب عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن هذا الصعود لم يدم طويلًا، حيث فقدت العملة نحو 75% من قيمتها بحلول الثالث من فبراير، متأثرة بتقلبات السوق وفقدان الثقة.
وجاء هذا التراجع تزامنًا مع انهيار أوسع في سوق الأصول الرقمية، الذي خسر ما يقرب من تريليون دولار من قيمته السوقية خلال فبراير وحده، وسط اتهامات بأن عملة ترامب استنزفت السيولة وساهمت في تراجع شهية المستثمرين الجدد تجاه السوق.
ورغم الهبوط الكبير، لا تزال العملة تحتفظ بقيمة سوقية تقدر بـ1.9 مليار دولار. لكن التوزيع غير المتوازن للمعروض يثير القلق، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر من 80% من العملة المتداولة تتركز بيد جهات مرتبطة بعائلة ترامب وكيان تجاري واحد، ما يزيد من هشاشة السيولة ويُعمّق تقلبات السعر.
في تطور لافت، وقّع ترامب في 6 مارس أمرًا تنفيذيًا بإنشاء “احتياطي بيتكوين استراتيجي” ومستودع لحفظ الأصول الرقمية المصادرة، مع توجيه وزارة الخزانة بعدم بيع هذه الأصول.
ورغم أن هذه المبادرة لم تدخل حيز التنفيذ بعد، فإنها قد تؤثر مستقبلاً في الحد من المعروض وزيادة قيمة العملات الرقمية الكبرى، في خطوة يرى فيها البعض محاولة لتأطير النفوذ السياسي في سوق العملات المشفرة.
اترك تعليقا