كشف أحدث تحليل صادر عن منصة “CryptoQuant” أن مجمع التعدين BTC.com هو المصدر الرئيسي لتدفقات البيتكوين إلى منصة بينانس، في وقت تشهد فيه السوق مرحلة من التقلب المدفوع بعوامل جيوسياسية وتقنية. ويُسلط التقرير الضوء على سلوك المعدّنين كمؤشر استباقي لتوجهات السوق.
على مر السنوات، اعتاد مجمع BTC.com تكثيف إرسال البيتكوين إلى بينانس عندما ترتفع الأسعار، في نمط يُفسّر غالبًا كتحرّك لجني الأرباح عند بلوغ مستويات سعرية قوية. إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعًا في هذه التدفقات رغم تجاوز السعر حاجز 100,000 دولار، ما يعكس تفضيل المعدّنين الاحتفاظ بالأصول، في إشارة إلى ثقتهم بإمكانية استمرار الزخم الصعودي.
ويمثل هذا التحوّل تغيرًا لافتًا في الديناميكيات التاريخية لسوق التعدين، حيث عادةً ما تؤدي المكاسب السعرية الكبيرة إلى ضغط بيع من المعدّنين. إلا أن البيانات الحالية توحي بأن هناك رهانا أكبر على استمرار ارتفاع القيمة السوقية للبيتكوين.
في سياق متصل، سجّل سعر البيتكوين تراجعًا مؤقتًا إلى 98,000 دولار بعد تقارير عن توترات جيوسياسية، لكنه سرعان ما استعاد عافيته صباح الاثنين، في دليل على مرونة السوق وقوة الطلب عند المستويات الحالية.
معدلات رسوم ضعيفة ومعدّنون يعتمدون على السعر
ورغم المكاسب السعرية، تظل رسوم المعاملات على شبكة البيتكوين ضعيفة نسبيًا. ووفقًا لبيانات شركة “Digital Mining Solutions”، لم تشكل هذه الرسوم أكثر من 1% من إجمالي مكافآت الكتل منذ بداية عام 2025، ما يعني أن معظم إيرادات المعدّنين ما تزال تأتي من مكافآت الكتل المباشرة، لا من نشاط الشبكة.
هذا الواقع يربط دخل المعدّنين ارتباطًا وثيقًا بالسعر السوقي للبيتكوين، مما يجعل قراراتهم أكثر حساسية تجاه تقلبات السوق.
معدل التجزئة تحت الضغط الموسمي
وعلى صعيد البنية التحتية، شهد معدل التجزئة (Hashrate) تقلبات لافتة هذا العام، حيث بلغ ذروته عند 950 EH/s في يونيو، قبل أن يتراجع إلى حوالي 827 EH/s. ويُعزى هذا الانخفاض جزئيًا إلى عوامل موسمية مثل ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى انقطاعات الكهرباء في مناطق تعدين رئيسية مثل ولاية تكساس الأمريكية، التي تضم نسبة كبيرة من عمليات التعدين العالمية.
وفي الوقت الذي تستعد فيه الصناعة لمرحلة أكثر نضجًا، تبقى تحركات المعدّنين وتدفقاتهم إلى المنصات مؤشرات رئيسية يمكن الاعتماد عليها في قياس حالة السوق، لا سيما في ظل ضعف الرسوم وارتفاع الاعتماد على السعر كمصدر رئيسي للدخل.
اترك تعليقا