في مؤشر على تحول استراتيجي في قطاع العملات المشفرة، أعلن بن تشو، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة “Bybit”، أن معايير النجاح الحاسمة للمرحلة القادمة لن تكون التكنولوجيا وحدها، بل القدرة على الامتثال التنظيمي وضمان سيولة السوق.
جاءت تصريحات تشو خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات مؤتمر “سولانا بريك بوينت 2025″، الذي اختتمت فعالياته في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس، وناقش خلالها مستقبل القطاع مع ليلي ليو، رئيسة مؤسسة سولانا.
وحضر تشو، الذي يقود ثاني أكبر بورصة عملات رقمية عالمياً من حيث حجم التداول، الحدث العالمي بعد أيام فقط من احتفال منصته بمرور سبع سنوات على التأسيس، وهي فترة شهدت تقلبات حادة في السوق وانتقالاً من مرحلة الريادة إلى مرحلة النضج المؤسسي.
وقال تشو: “لقد علمتنا السنوات السبع الماضية أن الصمود لا يعتمد فقط على الابتكار التقني، بل على بناء هياكل تشغيلية متينة تتماشى مع التطورات التنظيمية العالمية”.
أكد تشو أن الأولويات التشغيلية لـ”بايبت” شهدت تحولاً جوهرياً خلال العامين الماضيين، مع تركيز متزايد على الحصول على التراخيص والامتثال للأطر التنظيمية في الأسواق الرئيسية.
وأوضح: “نحن نرى أن المستقبل سيكون لمن يبني جسور الثقة مع الجهات التنظيمية. لقد كنا من أوائل البورصات التي حصلت على ترخيص من هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية، كما حصلنا على ترخيص ضمن الإطار التنظيمي الأوروبي MiCA، وهذه مجرد بداية”.
وكشف تشو أن عدداً من أسواق جنوب شرق آسيا، بما في ذلك تايلاند وفيتنام وإندونيسيا، تستعد لتوسيع نطاق تبني الأصول الرقمية، مما يخلق فرصاً جديدة لنمو القطاع في ظل أطر تنظيمية أكثر وضوحاً.
وأضاف: “السوق العالمية تتجه نحو التجزئة، ولكل منطقة احتياجاتها التنظيمية الخاصة. النجاح سيكون للمنصات التي تفهم هذه التفاصيل وتتكيف معها”.
من جانبها، أشارت ليلي ليو في الجلسة نفسها إلى أن التقنيات الأساسية مثل سولانا ستستمر في التطور، لكن نجاحها سيعتمد بشكل متزايد على الانسجام مع البيئات التنظيمية.
ويأتي مؤتمر سولانا هذا العام في وقت تشهد فيه صناعة العملات المشفرة تحولات عميقة، حيث تتحول العديد من الشركات من نموذج “التحرك السريع وكسر القواعد” إلى نموذج “البناء المستدام ضمن الأطر القانونية”، في إشارة إلى دخول الصناعة مرحلة نضج جديدة تتسم بموازنة الابتكار مع المسؤولية.
اترك تعليقا