10 ديسمبر، 2025
العملات الرقمية تحليل السوق

عمالقة وول ستريت يخفّضون رهاناتهم على سعر البيتكوين على المدى القريب

بدأ كبار المتفائلين بالبيتكوين داخل المؤسسات المالية الكبرى في مراجعة توقعاتهم السعرية على المدى القريب، وذلك في أعقاب موجة الانخفاض الأخيرة التي طالت العملة المشفرة.

وعلى الرغم من التعديلات الهبوطية، يؤكد المحللون أن ثقتهم في المسار الصاعد للبيتكوين على المدى الطويل لا تزال راسخة وقوية.

قادت مؤسسة ستاندرد تشارترد، التي تعد من أبرز داعمي الأصول الرقمية، عملية تخفيض التوقعات بشكل ملحوظ. حيث خفض البنك تقديره لسعر البيتكوين المستهدف بحلول نهاية عام 2026 إلى 150 ألف دولار، أي النصف تقريباً من التقدير السابق البالغ 300 ألف دولار. كما أُجل الهدف الطموح ببلوغ 500 ألف دولار من عام 2028 إلى عام 2030.

ويُعزى هذا التخفيض إلى عاملين رئيسيين: تباطؤ تدفقات الأموال من الصناديق المتداولة في البورصة للبيتكوين (ETFs) وتراجع الطلب من خزائن الشركات.

و يسير محللو بيرنشتاين على خطى متقاربة، حيث يتوقعون أن يصل سعر العملة الرقمية إلى 150 ألف دولار مع نهاية العام المقبل، وأن يقترب من 200 ألف دولار بحلول عام 2027.

وعلى الرغم من أنهم اضطروا إلى خفض تقديرهم ببلوغ ذروة 200 ألف دولار خلال العام الجاري، إلا أنهم يرون نقطة تحول جوهرية: البيتكوين خرجت من نمط دورتها التاريخية المعتمدة على وتيرة الأربع سنوات، ما يشير إلى مسار نمو “أكثر استقرارًا وعمقًا”، حسب تقديرهم.

تعكس هذه التخفيضات الأخيرة تغيراً واضحاً في نبرة السوق، حيث يتكيف الداعمون مع بيئة سوقية أكثر قسوة. لقد هبط البيتكوين بنحو 30% عن ذروته في أكتوبر التي تجاوزت 126 ألف دولار، متزامناً مع تراجع في مشتريات المؤسسات. بل وشهدت الصناديق المتداولة في البورصة للبيتكوين تدفقات خارجة بقيمة 60 مليون دولار يوم الاثنين الماضي.

ورغم ذلك، عاودت الثقة الظهور مؤقتاً يوم الثلاثاء، بارتفاع البيتكوين بنسبة 3.5% ليتجاوز 94,400 دولار، محاولاً استعادة بعض الزخم المفقود.

أوضح جيفري كيندريك، رئيس أبحاث الأصول الرقمية لدى ستاندرد تشارترد، أن الشركات التي كانت تقود الطلب على البيتكوين كأصل في خزائنها لم تعد تملك الدوافع لعمليات شراء جديدة، مشيراً إلى أن هذه العمليات قد “وصلت إلى نهايتها”.

في ظل تراجع هذا المصدر من الطلب، باتت تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة هي الدعامة الوحيدة للسوق، لكنها فقدت زخمها أيضاً. فقد سجل صندوق IBIT التابع لبلاك روك سحباً يقدر بـ 2.3 مليار دولار خلال الشهر الماضي، وهي أكبر عملية استرداد شهرية وثاني عملية خروج شهرية على الإطلاق. وقد أثار هذا السحب مخاوف حول ثقة المتداولين الاستراتيجيين الذين يعتمدون على الاحتفاظ طويل الأجل.

يرى محللو بيرنشتاين أن السوق تشهد “دورة صعود ممتدة”، حيث يعوّض الشراء المؤسسي الثابت عمليات البيع القلقة للمتداولين الأفراد. وتشير تقديراتهم إلى أن ملكية المؤسسات في الصناديق المتداولة ارتفعت إلى 28%، بينما يمتلك المتداولون الأفراد قرابة ثلاثة أرباع الأصول.

وفي تأكيد على الثقة العميقة، تتوقع بيرنشتاين أن ترتفع العملة الرقمية إلى مستوى مليون دولار بحلول نهاية عام 2033، مما يرسخ فكرة أن التعديلات الحالية في الأسعار هي مجرد إبطاء مؤقت ضمن اتجاه صعودي هائل ومستمر.

 

 

 

اترك تعليقا

  • Quality
  • Price
  • Service

الايجابيات

+
إضافة حقل

سلبيات

+
إضافة حقل
اختيار صورة
اختيار الفيديو