تشهد عملة سولانا (SOL) الرقمية حالة من الضغط المتصاعد في الأسواق، بعد أن كشفت بيانات تحليلية حديثة عن تدهور كبير في سيولتها على السلسلة، لتلامس مستويات لم تُسجّل إلا في فترات “السوق الهابط” الطويلة. هذا التراجع يأتي في وقت حرج، حيث بات ما يقرب من 500 مليون دولار أمريكي من مراكز الشراء المفتوحة في خطر التصفية وشيكًا، إذا ما شهد السعر انخفاضًا طفيفًا عن مستوياته الراهنة.
تُظهر مؤشرات الشبكة بوضوح أن العملة تعيش تحت وطأة الخسائر. فقد بقيت نسبة الأرباح إلى الخسائر المحققة دون مستوى الواحد الصحيح منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي، وهو ما يعني أن عمليات البيع الناتجة عن الخسائر لا تزال هي السمة الغالبة على نشاط المتداولين.
وفي قراءة تحليلية للوضع، يشير الخبراء إلى أن سولانا دخلت الآن مرحلة تُعرف بـ “إعادة ضبط السيولة”. وهي مرحلة تاريخيًا ما ارتبطت في الدورات السوقية السابقة بملامح تشكّل قاع السوق، مما قد يُبشّر بتعافي مستقبلي، لكنه يتطلب أولًا المرور بفترة من الثبات أو التراجع الإضافي.
يعزو المحللون هذا التراجع في السيولة إلى حزمة من العوامل المتداخلة، لا تقتصر على عمليات البيع السلبية فقط. تشمل هذه العوامل:
-
تراجع الاهتمام المؤسسي: انخفاض ملحوظ في الفائدة المفتوحة للعقود الآجلة.
-
انحسار صانعي السوق: تراجع في نشاط صانعي السوق الذين يضخون السيولة في منصات التداول.
-
تشتت الموارد: تشتت السيولة بين العديد من مجمعات التداول المختلفة.
ويُحذر المحللون من أنه إذا استمر هذا النمط السلبي، فإن التعافي الكامل للعملة قد يمتد لأسابيع، وربما حتى أوائل شهر يناير القادم.
على الرغم من هذه الضغوط الهائلة على سعر العملة في السوق الفوري، استمرت المؤسسات الاستثمارية في إبداء ثقتها بسولانا. فقد واصلت هذه المؤسسات ضخ الأموال في صناديق سولانا الفورية المتداولة في البورصة (ETFs)، حيث كانت التدفقات الأسبوعية قريبة جدًا من المستويات المُسجلة في الأسبوع السابق.
ومع ذلك، لم تستطع العملة الاستفادة من موجة الارتفاع العامة التي دعمت عملة بيتكوين وعددًا من العملات الرقمية الكبرى في منتصف الأسبوع، مما يعكس أن التحديات الداخلية الخاصة بالسيولة تفوق حاليًا التأثير الإيجابي للاتجاه العام للسوق.

اترك تعليقا