يشهد سوق العملات الرقمية العالمي موجة ضعف عام، حيث تراجعت القيمة الإجمالية للسوق بنسبة 1.14% لتهبط مقتربة من مستوى 3.13 تريليون دولار.
وتأتي هذه التطورات في ظل سيطرة واضحة للضغوط البيعية وضعف في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وهو ما انعكس على الأداء السلبي لمعظم العملات الكبرى.
تترسخ حالة القلق المسيطرة على المتداولين، حيث يواصل مؤشر الخوف والطمع (Fear & Greed Index) الإقامة في منطقة “الخوف” عند مستوى 25. ويشير هذا المستوى إلى الحذر الشديد الذي يتبناه المستثمرون حالياً.
وفي قلب هذا المشهد الانكماشي، تعرضت عملتا القمة، بيتكوين وإيثيريوم، لضغوط واضحة في التداولات الأخيرة، لتتحرك ضمن نطاقات سلبية وتواجه محاولات تعافيها تحديات كبيرة.
على النقيض تماماً من الاتجاه العام للسوق، برزت عملة زي كاش (ZCash) كواحدة من العملات الأكثر نشاطاً وإيجابية، مسجلة ارتفاعاً ملحوظاً تجاوز 11.78% خلال فترة قصيرة، لتتحدى بذلك الموجة البيعية القائمة.
سجلت “زي كاش” أدنى سعر يومي لها عند 347.73 دولاراً، قبل أن تتمكن من بلوغ أعلى مستوى لها عند 402.16 دولاراً. ويتم تداول العملة حالياً قرب مستوى 398.86 دولاراً، لتصل قيمتها السوقية إلى نحو 6.56 مليار دولار، ما يعكس عودة لافتة لاهتمام المتداولين بهذه العملة التي تركز على الخصوصية.
في حين أن الارتفاع السعري لـ “زي كاش” كان قوياً، إلا أن حجم التداول اليومي عليها سجل تراجعاً يفوق 15.18% ليصل إلى 1.19 مليار دولار، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذا الارتفاع دون زيادة مقابلة في السيولة.
كما أظهرت بيانات منصة “كوينغلاس” (Coinglass) حجم التذبذب الحاد وسرعة تغير مراكز المتداولين، حيث تم تسجيل عمليات تصفية (Liquidations) بقيمة 7.08 مليون دولار من مراكز “زي كاش” خلال آخر 24 ساعة.
في ختام هذا التباين اللافت، يتساءل الكثير من المستثمرين الآن: هل يمثل هذا الارتفاع المفاجئ لـ “زي كاش” بداية انعكاس صاعد حقيقي يُخرجها من المسار الهابط، أم أنه مجرد ارتداد مؤقت داخل موجة هبوط عامة؟ تبقى الإجابة مرهونة باستمرار زخم المشترين وقدرتهم على اختراق مستويات المقاومة القادمة.

اترك تعليقا