شهدت أسعار العملات الرقمية، وعلى رأسها “الإيثريوم”، انخفاضاً حاداً اليوم الجمعة، مدفوعة بموجة مبيعات مكثفة في ظل تدهور شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع استيعاب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) وتصريحات حذرة أطلقها عدد من مسؤوليه حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية ومكافحة التضخم.
كان “الفيدرالي” قد أعلن الأربعاء الماضي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق المستهدف ما بين 3.5% و3.75%.
ورغم أن الخطوة جاءت متوقعة إلى حد كبير، إلا أن الإشارات المصاحبة لها كانت محفوفة بالتحذير، خاصةً مع ظهور ثلاثة أصوات معارضة ضمن أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، وهو مستوى من الانقسام لم يُشهد له مثيل منذ سبتمبر2019، مما يعكس تزايد حالة عدم اليقين حول الإجماع على السياسة النقدية.
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب القرار، أشار جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، إلى أن التضخم لا يزال “مرتفعًا إلى حد ما”، وعزا ذلك جزئياً إلى الرسوم الجمركية، معرباً عن أمله في أن تقدم البيانات الاقتصادية القادمة صورة أوضح للموقف.
تصريحات باول تبعتها تحذيرات إضافية من مسؤولين آخرين في البنك المركزي اليوم. فقد صرحت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بأنها تفضل إبقاء أسعار الفائدة أكثر تقييداً بشكل طفيف لمواصلة الضغط على التضخم، الذي تراه ما زال مرتفعاً جداً.
كما أيد جيف شميد، رئيس الفيدرالي في كانساس سيتي، هذا التوجه المتشدد (Hawklish)، مؤكداً أن هذا هو السبب الرئيسي وراء معارضته الشخصية لقرار خفض أسعار الفائدة المتخذ هذا الأسبوع.
و أثرت هذه الأجواء المشوبة بالتوتر الاقتصادي بشكل مباشر على العملات المشفرة، التي تُصنف كأصول عالية المخاطر.
في تمام الساعة 20:42 بتوقيت جرينتش، سجل سعر عملة “الإيثريوم” (Ethereum) على منصة “كوين ماركت كاب” انخفاضاً بنسبة 4.5%، ليصل إلى 3075.4 دولار أمريكي.
ورغم هذا التراجع الحاد، يجدر بالذكر أن العملة الرقمية كانت قد تمكنت من تحقيق مكاسب بنحو 1.5% خلال مجمل تداولات هذا الأسبوع. ويترقب المستثمرون الآن أية بيانات اقتصادية أو تصريحات جديدة يمكن أن تحدد الاتجاه القادم للسوق الذي بات متأثراً بعمق بالقرارات الاقتصادية الكلية.

اترك تعليقا