شهدت سوق العملات الرقمية أسبوعًا مضطربًا، حيث تراجعت بيتكوين بنسبة 2.1%، مما أثار موجة جديدة من القلق بين المستثمرين مع اقتراب نهاية العام. هذا التراجع أعاد التركيز إلى المستويات السعرية الحاسمة التي قد تحدد مصير العملة الرقمية الأولى في الأشهر المقبلة.
بلغ التوتر ذروته يوم 15 ديسمبر، عندما شهدت السوق موجة بيع شرسة أدت إلى تصفية مراكز شراء تُقدر بنحو 200 مليون دولار في ساعة واحدة فقط.
هذا الهجوم البيعي دفع بسعر بيتكوين لكسر مستوى الدعم النفسي المهم عند 87 ألف دولار، ليبلغ مؤقتًا مستوى 85 ألف دولار، قبل أن يبدأ في استعادة بعض التوازن.
رغم استعادة العملة جزءًا من خسائرها وتداولها حاليًا بالقرب من مستوى 90 ألف دولار، يرى محللون أن الضغوط البيعية لا تزال مسيطرة على المدى القصير.
وتتعمق حالة الترقب مع ظهور مؤشرات متضاربة: فمن جهة، تشهد صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) استمرارًا لخروج الاستثمارات، بينما تُظهر البيانات تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة التراكم من قبل الشركات والمستثمرين المؤسسيين الكبار.
هذا التباين يعكس صراعًا واضحًا في السوق بين رؤيتين: المضاربين الذين يركزون على تحركات الأسعار قصيرة الأجل ويتحينون الفرص للخروج، والمستثمرين الطويلي الأمد الذين ينظرون إلى التراجعات كفرص تراكم استراتيجية.
ويعلق محلل السوق، خالد العتيبي: “السوق يعيش حالة انقسام حقيقية. البيانات تشير إلى أن الصورة قصيرة الأجل مثقلة بالمخاوف، لكن الأساسيات طويلة الأمد لا تزال قوية، خاصة مع استمرار التبني المؤسسي.”
مع اقتراب نهاية العام، يبقى مستقبل بيتكوين غامضًا. المراقبون يتطلعون إلى ما إذا كان السعر سيتمكن من الحفاظ على مستويات فوق 88 ألف دولار لدعم تعافٍ مستدام، أو أن الضغوط البيعية ستطغى وتدفع العملة إلى اختبار مستويات دعم أعمق. القرار سيكون بيد المتعاملين الذين يحددون، عبر صراع الرؤى هذا، الاتجاه التالي لأشهر العملات الرقمية شهرة وتأثيرًا.
اترك تعليقا