في خطوة وُصفت بأنها علامة فارقة في التبني المؤسسي الأوروبي لفئة الأصول الرقمية، أعلنت مجموعة بورصة دويتشه الألمانية العملاقة ومنصة تداول العملات المشفرة الرائدة كراكن (Kraken) عن شراكة استراتيجية يوم 4 ديسمبر.
و يهدف هذا التحالف إلى سد الفجوة بين أسواق التمويل التقليدي (TradFi) وعالم التشفير سريع التطور.
تجمع هذه الشراكة بين خبرة كراكن الواسعة في تداول العملات المشفرة والبنية التحتية المنظمة والقوية لمجموعة بورصة دويتشه، والتي تضم شركات ثقيلة مثل 360T و Clearstream – الأخيرة تحتفظ حالياً بأكثر من 23 تريليون دولار من الأصول.
الهدف هو تزويد العملاء المؤسسيين بإمكانية الوصول السلس والمتكامل إلى كل من الأسواق التقليدية وأسواق العملات المشفرة ضمن إطار عمل واحد وموحد.
في مرحلتها الأولية، ستركز الشراكة على توفير الوصول إلى خدمات العملات الأجنبية. لكن الخطط المستقبلية الطموحة تشمل التوسع بشكل كبير لتشمل الأصول المشفرة، والرموز الأمنية (Tokenized Assets)، وخدمات الحفظ الأمين، وتداول المشتقات للمستثمرين المؤسسيين.
وصرح جوربريت أوبيروي، رئيس قسم المؤسسات في كراكن، بأن “المؤسسات في جميع أنحاء أوروبا تجاوزت مرحلة التجريب، وهي الآن تضع استراتيجيات ملموسة لدمج العملات المشفرة، وتحتاج إلى بنية تحتية لدعم هذه الخطط”.
تخطط الشركتان لدمج منصات الترميز الخاصة بهما، وهما xStocks و 360X، للسماح بتوزيع الأوراق المالية المرمّزة على قاعدة عملاء كراكن. كما تخطط الشراكة للتوسع المستقبلي لتشمل الوصول إلى المشتقات عبر بورصة Eurex التابعة لمجموعة بورصة دويتشه، بالطبع بعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة.
تأتي هذه الشراكة الكبيرة في وقت يشهد نشاطاً متزايداً للعملات المشفرة في وول ستريت، لا سيما بعد قانون GENIUS الذي أصدرته إدارة الرئيس دونالد ترامب، والذي وفر إطار عمل فيدرالي شامل للعملات المستقرة.
وقد سارعت المؤسسات المالية الأمريكية الكبرى، مثل بلاك روك وبنك أوف أمريكا، في طرح عروضها المتعلقة بالعملات المشفرة، وأصبحت صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) مصدر دخل رئيسي لبعض هذه المؤسسات. ويُعد هذا التنافس المحتدم عاملاً محفزاً للتحرك الأوروبي نحو دمج الأصول المشفرة في بنيتها الأساسية.
تُمثل هذه الشراكة خطوة محورية لبورصة دويتشه، التي وقعت سابقًا اتفاقيات مماثلة لدمج العملات المستقرة. هذا الإطار العمل الثنائي بين عملاق التمويل الألماني وكراكن لا يسرع فقط من التبني المؤسسي العالمي للعملات المشفرة، ولكنه يتطور بالتزامن مع تزايد وضوح الأطر التنظيمية في ولايات قضائية متعددة، مما يرسخ مكانة العملات المشفرة كأصل استثماري مشروع.

اترك تعليقا