يستعد مستثمرو العملات المشفرة لحدث بالغ الأهمية مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية واحدة من أكبر دفعات العقود الشهرية، حيث من المقرر أن تنتهي صلاحية ما يقرب من 147,000 عقد خيارات للبيتكوين و 573,000 عقد للإيثيريوم يوم الجمعة المقبل.
هذا الحدث الضخم، الذي يصادف نهاية نوفمبر، يضع السوق أمام اختبار حقيقي لاتجاهاته القصيرة، وسط مؤشرات على بدء استقرار بعد عاصفة من التقلبات الحادة التي شهدها الأسبوع الماضي.
كشفت بيانات منصة “دريبيت”، أكبر منصة لتداول عقود الخيارات في القطاع، عن تركيز كبير للاهتمام المفتوح حول ما يعرف بمستويات “الألم الأقصى” للبيتكوين، مع وجود تركيز إضافي عند أسعار تنفيذ أقل. يُفسر المحللون هذا التركيز على أنه إشارة إلى استقرار المراكز المفتوحة وتراجع حدة المضاربة بعد موجة التصفيات الأخيرة.
وفي مؤشر يعزز نظرة التفاؤل الحذر، أظهرت البيانات أن نسبة عقود الشراء (Calls) إلى عقود البيع (Puts) قد بلغت 0.58 للبيتكوين و 0.50 للإيثيريوم. تشير هذه النسب، التي تتجاوز فيها عقود الشراء نظيرتها البيعية، إلى هيمنة للمراكز الطويلة (Long Positions) التي تراهن على صعود الأسعار، مما يعكس تحسناً نسبياً في معنويات المستثمرين.
وفي تحليل منفصل، علّق تقرير صادر عن “كريبتوكوانت” على موجة الانخفاضات الأخيرة، واصفاً إياها بأنها “أكبر تصفية للرافعة المالية خلال الدورة الحالية”.
وأكد التقرير أن هذه الحركة تعكس في جوهرها “تصحيحاً طبيعياً للسوق” وليست بداية لمرحلة هبوط جديدة، مما يعطي دفعة نفسية للمتداولين.
على الأرض، ظلت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة مستقرة نسبياً، في حين أظهرت حركة التداولات توازناً بين قوى الضغط الشرائي والبيعي. واجهت البيتكوين مستوى مقاومة رئيسياً دون أن تتمكن من اختراقه بشكل حاسم، بينما تراجعت عملة الإيثيريوم قليلاً تحت مستوى مقاومتها الرئيسي خلال جلسة التداول الآسيوية، في مشهد يعكس حالة الترقب السائدة قبل انتهاء صلاحية هذه الكميات الهائلة من العقود.
اترك تعليقا