أسدل القضاء الأمريكي الستار على واحدة من أكبر قضايا الاحتيال في تاريخ العملات المشفرة، بإصدار حكم بالسجن لمدة 15 عاماً على رائد الأعمال الكوري الجنوبي دو كوون، العقل المدبر وراء العملتين الرقميتين المنهارتين “تيرا يو إس دي” و”لونا”، واللتين تسببتا في موجة خسائر مقدرة بـ 40 مليار دولار للمستثمرين في عام 2022.
صدر الحكم القاسي عن القاضي بول إيه. إنجيلماير في المحكمة الفيدرالية بمانهاتن، والذي لم يتوانَ عن توجيه توبيخ شديد اللهجة لـ “كوون”، واصفاً ما قام به بأنه “احتيال على نطاق تاريخي وعابر للأجيال”.
و شدد القاضي إنجيلماير على أن دو كوون “كذب على المستثمرين الذين وثقوا به وأودعوا لديه مدخرات حياتهم”. وكشفت المداولات أن كوون أخفى تدخّل شركة تداول متخصصة كانت تقوم بشراء كميات ضخمة من عملة “تيرا” (Terra) بهدف دعم سعرها بشكل مصطنع بعدما فقدت العملة ارتباطها الحيوي بالدولار الأمريكي.
هذا التلاعب الممنهج ساهم في إيهام المستثمرين باستقرار العملة قبل انهيارها المدوي.
وخلال جلسة النطق بالحكم، قال القاضي إنجيلماير: “في تاريخ الملاحقات القضائية الفيدرالية، هناك عدد قليل من عمليات الاحتيال التي تسببت في قدر كبير من الضرر مثلما فعلت، سيد كوون”.
من جانبه، أقرّ دو كوون (34 عاماً)، المؤسس المشارك لشركة “تيرافورم لابس” ومطوّر العملتين المذكورتين، بالذنب، معترفاً بتضليل المستثمرين وبالمساهمة في هذه الكارثة المالية.
وخلال مثوله أمام المحكمة، قدم كوون اعتذاره الصريح للضحايا الذين فقدوا ثرواتهم، قائلاً بأسف: “كل قصصهم كانت مروعة وذكّرتني مرة أخرى بالخسائر الفادحة التي تسببت فيها. أريد أن أقول لهؤلاء الضحايا إنني آسف”.
ويأتي هذا الحكم ليضع نهاية لواحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في عالم التكنولوجيا المالية، وليرسل رسالة واضحة حول مساءلة رواد الأعمال في مجال العملات المشفرة، خاصة عند التعامل مع مدخرات الجمهور.

اترك تعليقا