شهدت الأسواق الرقمية يوم الأربعاء موجة بيعية قوية، أطاحت بقيمة غالبية العملات المشفرة، في تحرك يعكس اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة وابتعادهم عن الأصول عالية المخاطرة.
و يأتي هذا التراجع وسط بيئة مشحونة بالتوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية، قبيل الإفراج عن بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة.
وتصدر قرار الولايات المتحدة المفاجئ بفرض حصار شامل على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الداخلة إلى فنزويلا والخارجة منها، المشهدَ الجيوسياسي، مزيداً من الغموض على الأسواق المالية العالمية وأسواق السلع، مما دفع المستثمرين إلى تحصين مراكزهم.
وفي الجانب الاقتصادي، يعمل المستثمرون على تقييم تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث أشار العضو في مجلس المحافظين، كريستوفر والر، اليوم إلى أن البنك المركزي لا يزال لديه “مجال” لخفض أسعار الفائدة، وسط مخاوف من بدء تباطؤ في سوق العمل. هذه التصريحات تُضاف إلى حالة الترقب الحذرة التي تسود الأسواق.
ويترقب العالم المالي باهتمام بالغ صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلكين لشهر نوفمبر، غدًا الخميس، والتي يُتوقع أن توفر واحدة من أهم البصائر حول مسار ضغوط الأسعار في الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي التوقعات المستقبلية للسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي وأسعار الفائدة.
انعكست هذه العوامل مجتمعة بشكل مباشر على تداولات العملات المشفرة، حيث انزلقت القيمة السوقية الإجمالية في المنطقة الحمراء. وعلى منصة “كوين ماركت كاب”، انخفض سعر عملة الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة حادة بلغت 4.4% ليصل إلى 2819.3 دولار عند الساعة 20:30 بتوقيت جرينتش، متأثراً بحالة البيع السائدة.
يبدو أن الأسواق تدخل في مرحلة من الحذر الشديد، حيث تفضل الاحتفاظ بالنقد أو تحويله إلى أصول تقليدية أقل تقلباً، في انتظار وضوح الرؤية بشأن المسارين الجيوسياسي والاقتصادي خلال الأيام المقبلة.
اترك تعليقا