تشهد عملة البيتكوين حالة من التقلب الحاد، حيث تعافت جزئيًا من قيعانها التي لم تشهدها منذ أكثر من نصف عام، لكنها لا تزال محاصرة بموجة من الضغوط التي تدفعها للتراجع.
وقد لامست العملة الرقمية الأولى مستوى 93,043.5 دولارًا، وهو أدنى سعر تسجله منذ أبريل الماضي، قبل أن تستقر حول 95,101.3 دولار.
ويعكس هذا الأداء استمرار المعاناة للاسبوع الثالث على التوالي، حيث خسرت البيتكوين ما يقارب 7% من قيمتها خلال الأسبوع الماضي فقط.
يُعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى تحول جذري في توقعات السوق تجاه السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. فقد تبخرت تقريبًا التوقعات التي كانت تشير إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، حيث انخفضت نسبة التوقع من 90% إلى حوالي 40% فقط.
ويأتي هذا التحول المدوي تعقيبًا على تصريحات متشائمة من مسؤولي الفيدرالي، الذين أبدوا ترددًا واضحًا بشأن أي خطوات تيسيرية جديدة. وأكدت رئيسة بنك بوسطن الاحتياطي، سوزان كولينز، على حاجة الاقتصاد إلى أدلة واضحة على التباطؤ قبل المضي قدمًا في خفض الفائدة، في إشارة إلى متانة سوق العمل واستمرار مخاوف التضخم.
لم تمر هذه التحولات دون تأثيرات ملموسة على أرض الواقع:
فقدان الزخم: تبددت الآمال التي كانت تدعم أسواق العملات الرقمية في بداية العام، والمتمثلة في بيئة نقدية أكثر مرونة.
انسحاب المستثمرين: شهدت صناديق البيتكوين الاستثمارية (ETFs) تدفقًا لعمليات السحب، حيث يسرع المستثمرون إلى تصفية مراكزهم التي كانت تراهن على استمرار السياسات التيسيرية.
غياب البوصلة: تفاقمت حالة عدم اليقين بسبب توقف البيانات الاقتصادية الأمريكية جراء الإغلاق الحكومي، مما حرم المستثمرين لفترة طويلة من الحصول على مؤشرات حيوية مثل تقرير الوظائف، الذي كان من المقرر صدوره الخميس، مما ترك السوق يتخبط في ظل غياب المعلومات الداعمة لاتخاذ القرار.
هذه العوامل مجتمعة تضع البيتكوين في اختبار صعب، حيث يبدو أن مسارها القريب مرتبط بشكل وثيق بتحركات الفيدرالي ووضوح الصورة الاقتصادية الأمريكية.
اترك تعليقا