تواجه العملة الرقمية إيثريوم (ETH) موجة بيعية حادة، أعاقت محاولاتها لتجاوز حاجز 3000 دولار مجددًا، في ظل مؤشرات متعددة تُظهر تراجعًا في السيولة وضعفًا في زخم المشتقات، مما يعكس توجهًا جماعيًا للمستثمرين نحو الحذر وتجنب المخاطرة في الفترة الحالية.
وبحسب البيانات الحديثة، يتراوح سعر إيثريوم حول 2919 دولارًا، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 0.5% خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما يمثل تراكم الخسائر خلال الأسبوع الجاري خسارة تقارب 12% من قيمته. وبذلك، يبتعد سعر العملة بنحو 41% عن ذروته التاريخية المسجلة عند 4946 دولارًا.
ويؤكد تراجع أحجام التداول في السوق الفورية هذا التوجه الهبوطي، حيث انخفض الحجم اليومي إلى 22.3 مليار دولار، بانخفاض حاد نسبته 27% مقارنة بالجلسة السابقة، مما يشير إلى عزوف المتداولين عن الدخول في صفقات كبيرة في ظل غياب الزخم الصعودي.
وفي سوق المشتقات، ظهرت إشارات مماثلة على انحسار الثقة، حيث انخفض إجمالي حجم تداول مشتقات إيثريوم بنسبة 31% ليصل إلى 58 مليار دولار. كما تراجعت العقود المفتوحة بنحو 2.2% إلى 36.87 مليار دولار، وهي إشارة فنية على أن السوق يشهد عمليات تصفية للمراكز الحالية، بدلًا من افتتاح صفقات جديدة، مما يعمق المشهد الهابط.
ويعزز هذا المسار اتجاه التدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) المُركّزة على إيثريوم في الولايات المتحدة، حيث سُجلت تدفقات خارجة للمرة الرابعة على التوالي.
وقد بلغ صافي السحب يوم 16 ديسمبر وحده نحو 224.26 مليون دولار، قادتها بشكل أساسي عمليات السحب الكبيرة من الصندوق التابع لـ BlackRock (ETHA) بقيمة 221 مليون دولار، بينما شهد صندوق Fidelity (FETH) سحبًا محدودًا بنحو 2.94 مليون دولار.
مجتمعة، تشير هذه العوامل – من ضعف السيولة وتراجع المشتقات إلى التدفقات الخارجة المستمرة من صناديق الاستثمار – إلى فترة تقييم مجددة للمخاطر في سوق العملات الرقمية، حيث يبدو أن إيثريوم في انتظار حافز جديد يستعيد من خلاله ثقة المستثمرين ويخرجه من النطاق الهبوطي الحالي.

اترك تعليقا