شهدت عملة إيثريوم (Ethereum)، التي تحتل المرتبة الثانية بين العملات المشفرة، انخفاضًا حادًا تجاوز 9% لتسجل مستوى 3,483 دولارًا أمريكيًا.
هذا التراجع القوي جاء إثر تعرض بروتوكول التمويل اللامركزي (DeFi) البارز على شبكتها، وهو “بالانسر” (Balancer)، لهجوم إلكتروني ضخم أدى إلى خسائر فاقت 100 مليون دولار. وقد عمق هذا الاختراق بشكل كبير من موجة البيع المستمرة التي تضرب أسواق العملات المشفرة.
إن هبوط الإيثريوم يمثل نتيجة لتضافر ضغطين رئيسيين:
صدمة الاختراق الأمني: يُنظر إلى الهجوم على منصة “بالانسر” كضربة قاسية لثقة المستثمرين في قطاع التمويل اللامركزي (DeFi) بأكمله. فالتهديدات الأمنية المتكررة، إلى جانب ضعف السيولة، تزيد من هشاشة السوق الرقمية في الفترة الحالية.
التشديد النقدي الأمريكي: تتزامن هذه الأزمة الأمنية مع حالة من عدم اليقين بشأن السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. استمرار التوجه نحو التشديد النقدي يزيد من الضغط على الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات المشفرة، مما يدفع المستثمرين للتوجه نحو الأصول الآمنة.
نتيجة لهذه الضغوط المزدوجة، تكون إيثريوم قد خسرت حوالي 25% من قيمتها مقارنة بذروتها المسجلة في 22 أغسطس والتي وصلت إلى 4,885 دولارًا.
موجة بيع شاملة: لم يقتصر تأثير الخسائر على العملة نفسها، بل امتد ليطال أسهم الشركات المرتبطة بالقطاع الرقمي، بما في ذلك بورصات التداول وشركات التعدين، مما يعكس حالة من الحذر الشديد في الأسواق مع اقتراب نهاية العام.
أهمية المستوى الفني: يرى خبراء السوق أن كسر إيثريوم لمستوى الدعم الفني المهم عند 3,600 دولار يفتح الباب أمام مزيد من التراجعات الفنية ما لم يتم استعادة ثقة السوق سريعًا.
تكمن خطورة أي اضطراب في سعر أو شبكة إيثريوم في كونها العملة الأصلية لشبكة إيثريوم، التي تعد أكبر منصة للعقود الذكية في العالم.
تشكل هذه الشبكة البنية التحتية لمعظم تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، مما يجعل أي مشكلة تواجهها ذات تأثير واسع النطاق على منظومة الأصول الرقمية بأكملها.

اترك تعليقا