شهدت أسواق العملات المشفرة يوم الاثنين موجة بيع حادة أدت إلى تصفية مراكز تداول مُقدرة بقيمة 646 مليون دولار، في إطار استمرار الضغوط التي أنهت شهر نوفمبر على وتيرة سلبية.
كشفت بيانات منصة “Coinglass” التحليلية أن ما يقارب 90% من عمليات التصفية القسرية طالت مراكز “شراء” (لونغ)، في إشارة إلى تفاؤل زائد بين المتداولين اصطدم بحركة هبوط مفاجئة. وسُجلت أكبر عملية تصفية فردية لأصل الإيثريوم مقابل عملة USDC المستقرة، بلغت قيمتها 14.48 مليون دولار على منصة “بينانس” العملاقة.
واحتلت ثلاث منصات مركز الصدارة من حيث حجم التصفيات، حيث سجلت كل من “بينانس” و”هايبرلكويد” و”باي بيت” عمليات تجاوزت 160 مليون دولار للمنصة الواحدة، وذلك خلال الجلسة الآسيوية التي شهدت الضربة الأكبر.
تراجعت قيمة البيتكوين، العملة الرقمية الأولى، بأكثر من 5% لتلامس مستوى 86 ألف دولار، بينما انخفض الإيثريوم بأكثر من 6% متجهاً نحو 2815 دولاراً. وجاء هذا الانخفاض لينهي محاولات انتعاش طفيفة شهدتها الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي، مردياً الأسعار مجدداً إلى الحدود الدنيا لتداولات نوفمبر.
ولم تكن العملات البديلة بمنأى عن العاصفة، حيث تراجعت “سولانا” و”إكس آر بي” و”بي إن بي” و”دوجكوين” بنسب تراوحت بين 4% و7%. في حين سجلت عملتا “كاردانو” و”ليدو ستيكد إيثير” خسائر أعمق.
أرجَع متداولون ومحللون سرعة وحدة الحركة الهبوطية إلى عاملين رئيسيين:
-
ضعف السيولة السوقية.
-
استمرار مناخ عدم اليقين على صعيد الاقتصاد الكلي.
وتبحث الأسواق عن أرضية صلبة بعد التراجع الحاد الذي شهده أواخر نوفمبر الماضي، حين اجتمعت عدة عوامل سلبية تشمل بيانات اقتصادية متضاربة، وتدفقات خارجة من صناديق البيتكوين المتداولة (ETF)، وحجم تداول منخفض خلال عطلات نهاية الأسبوع، مما أدى إلى محو مكاسب أسابيع من التراكم الإيجابي.
يبدو أن انخفاض يوم الاثنين كرر نفس النمط الذي شوهد في موجات البيع السابقة هذا العام، حيث:
-
يتراكم عدد كبير من المراكز “الطويلة” (الشراء) عند مستويات مقاومة رئيسية.
-
تتغير أسعار التمويل في عقود الدائمة.
-
تدفع عمليات التصفية القسرية الأصول نحو الهبوط الحاد خلال ساعات.
وفي إشارة إيجابية محتملة، أظهرت البيانات انخفاض “الفائدة المفتوحة” في العقود الآجلة الدائمة لكل من البيتكوين والإيثريوم بعد التراجع، مما يشير إلى أن جزءاً من الرافعة المالية المتراكمة خلال صعود أكتوبر لا يزال يخرج من السوق.
ويشير المحللون إلى أن المراكز المتراكمة في السوق أصبحت “أنظف” الآن، لكن مع بقاء شهية المخاطرة لدى المستثمرين هشة، من المتوقع أن تظل التقلبات اليومية مرتفعة، على الأقل حتى تعود السيولة الكاملة مع افتتاح الجلسة الأمريكية.

اترك تعليقا