شهدت سوق العملات الرقمية، اليوم الجمعة، موجة بيعية حادة، قادتها “بيتكوين” التي انزلقت رسمياً إلى منطقة السوق الهابطة، وسط ضغوط بيعية مكثفة وتزايد حدة الغموض الذي يحيط بالسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
و لامست “بيتكوين” مستوى 94,491.22 دولار، مما يعني أنها خسرت أكثر من 23% من قيمتها منذ أن سجلت ذروتها التاريخية حول 126 ألف دولار في أوائل أكتوبر الماضي.
يشير هذا الانخفاض الحاد إلى تحول السوق نحو الاتجاه الهبوطي، في إشارة واضحة لتراجع معنويات المستثمرين.
كشفت بيانات “بلومبرج” عن مؤشر صادم يتمثل في خروج صافي لرؤوس أموال من الصناديق المتداولة الأمريكية المرتبطة بـ “بيتكوين” بلغ 870 مليون دولار يوم الخميس فقط.
يُعد هذا التدفق الخارجي الكبير دليلاً ملموساً على تراجع ثقة المستثمرين المؤسسيين وبداية نفاد صبرهم تجاه الأصول الرقمية في ظل الظروف الحالية.
عادت التكهنات وعلامات الاستفهام لتملأ الأسواق مع تراجع التوقعات بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل.
أظهرت أداة “FedWatch” التابعة لـ “CME Group” تراجعاً حاداً في احتمالية خفض الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في ديسمبر إلى 53.6%، بعد أن كانت 94.4% قبل شهر واحد فقط.
في المقابل، قفزت احتمالية تثبيت الأسعار عند مستوياتها الحالية إلى 46.4% مقارنة بـ 5.5% قبل شهر.
جاءت تصريحات “جيفري شميد”، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، لتضيف مزيداً من التشاؤم، حيث أعرب عن قلقه البالغ من التضخم الذي وصفه بـ “الساخن للغاية”.
وألمح “شميد” إلى أنه قد يعارض أي قرار بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل إذا تم اتخاذه، معتبراً أن مخاطر التضخم تتجاوز بكثير أي تأثيرات أخرى.
على صعيد آخر، وفي تطور إيجابي منفصل، صوت مجلس النواب الأمريكي لصالح مشروع قانون تمويل مؤقت، وقعه الرئيس “دونالد ترامب”، لإنهاء أزمة الإغلاق الحكومي التي استمرت منذ بداية أكتوبر.
و في سياق منفصل، أظهرت تداولات عملة “الإيثريوم” استقراراً نسبياً، حيث ارتفعت بنسبة طفيفة 0.2% لتسجل 3205.8 دولار تقريباً في وقت سابق من اليوم.
بينما ظلت “بيتكوين” تحت الضغط، مستقرة حول مستوى 95.7 ألف دولار محققة خسائر تقارب 3%.

اترك تعليقا