شهدت أسواق العملات الرقمية تحولاً ملحوظاً في ديناميكية الطلب خلال الأيام الماضية، حيث بدأت فئة “حيتان” البيتكوين – أكبر المستثمرين – في العودة بقوة إلى عمليات الشراء، في انعكاس واضح لاستراتيجيتهم التي هيمن عليها جني الأرباح خلال الأشهر الماضية.
فبعد أن قاد كبار الحائزين موجة بيع واسعة مع تجاوز سعر البيتكوين حاجز 100,000 دولار، مستفيدين من الارتفاعات التاريخية، بدأت المعطيات تتغير مع انخفاض السوق بنسبة 35% من قممه المسجلة في أكتوبر.
وقد شكلت منطقة 80,000 دولار دعمًا قويًا، لتبدأ عندها إشارات التحول من مرحلة “التوزيع” إلى مرحلة “التجميع” في الظهور.
تكشف بيانات منصة “غلاسنود” التحليلية عن صورة واضحة لهذا التحول الاستراتيجي. فقد سجلت الكيانات التي تمتلك 10,000 بيتكوين أو أكثر – وهي الفئة الأكثر تأثيراً في السوق – شراءً صافياً للمرة الأولى منذ فترة طويلة، حيث وصل مؤشر “اتجاه التجميع” الخاص بها إلى 0.8، مما يشير إلى قوة شرائية استثنائية.
ولم يتوقف الأمر عند الحيتان الكبار فقط، بل امتد ليشطب حائزين آخرين. فالفئة التي تمتلك بين 1,000 و10,000 بيتكوين عادت هي الأخرى إلى منطقة الشراء الصافي لأول مرة منذ سبتمبر.
كما واصل المستثمرون المتوسطون (بين 100 و1,000 بيتكوين) ثقتهم بالسوق، حيث ظلوا في حالة تجميع مستمرة منذ أكتوبر، وواصلوا شراءاتهم حتى خلال موجة الهبوط الأخيرة، في إشارة واضحة إلى اقتناعهم بوجود قيمة حقيقية في الأسعار الحالية.
الأمر الأكثر لفتاً للانتباه هو الدور الذي يلعبه المستثمرون الأفراد، حيث تُظهر بيانات المحافظ الصغيرة (أقل من بيتكوين واحد) أنهم يسجلون أقوى موجة شراء جماعي منذ شهر يوليو الماضي، مما يعكس ثقة شاملة across different investor classes.
تشير التحليلات إلى أن السوق بدأ يستقر حول فكرة أن منطقة 80,000 دولار تمثل القيمة العادلة الجديدة للبيتكوين. وقد دعم هذا التوجه الارتداد السريع الذي أعاد السعر إلى فوق 90,000 دولار في غضون أيام قليلة فقط.
وتعزز هذه النظرة حقيقة أن مستويات الدعم الأساسية التي تشكلت في مايو تقع عند هذا النطاق، بالإضافة إلى أن متوسط سعر الشراء للبيتكوين داخل صناديق الاستثمار الأمريكية (ETFs) يقارب 82,000 دولار، مما يجعل من هذه المنطقة نقطة جذب قوية للمشترين على المدى الطويل.
يعتبر المحللون عودة الحيتان إلى سوق المشتريات إشارة محورية قد تعيد تشكيل الاتجاه العام للبيتكوين خلال الفترة المقبلة. فإذا تمكن السعر من تثبيت قدميه فوق مستوى 90,000 دولار بشكل مستقر، وبدأ الزخم الإيجابي في التراكم مرة أخرى، فإن المشهد قد يكون مهيئاً لاستئناف المسار الصاعد، مستنداً إلى قناعة متجددة من قبل أكبر اللاعبين في السوق بقيمة العملة الرق micas الأولى على المدى الطويل.
اترك تعليقا